المصادر المقدسة عند اليهود ( نقض التوراة )

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونشكره ولا نكفره ، ونعادي من يكفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله إلا الله خصنا بخير كتاب أنزل ، وشرفنا بخير نبي أرسل ، وجعلنا بالإسلام خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله . اللهم أحينا على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته ، وألحقنا بصحبته اللهم أمين . أما بعد . فإن الدارس للدين اليهودي واليهودية وما بهما من مسائل وقضايا لا يجد جواباً مفصلاً وشافياً عنهما إلا من خلال نصوص التوراة التي تعد سجلاً وافياً لتاريخ اليهود وما وقع منهم أو وقع عليهم ، فهذه حقيقية يلمسها الدارس للتوراة دون عناء فآثار الزمان ، وتقلبات السنين ، ونكبات الدهر ، تبدوا واضحة علي النص التوراتي وضوح الشمس في كبد السماء هذه حقيقة بدهية لا تحتاج لتدليل . وأصبح من المتفق عليه أن التوراة التي بين أيدينا ليست التوراة التي أنزلها الله تعالي علي موسي - عليه السلام - .. وقد بين القرآن الكريم هذه الحقيقة بأدلة لا تقبل شكاً ولا تبريراً ، وفي ضوء ذلك قام علماء الإسلام أمثال الشهرستاني ، وابن حزم ، والقرطبي ، والغزالي ، والجويني ، وابن تيمية ، وابن القيم ، وغيرهم ، بدراسة التوراة دراسة واعية ، وقد انتهوا جميعهم إلى أن التوراة مليئة بالأساطير حافلة بالأخطاء العقدية والمشاكل الدينية والأخلاقية ، فضلاً عن التناقضات مع قوانين الفكر السليم والمواعد العقل المستقيم ، فهي علي حالتها الموجودة عليها الآن...