التقابل الدلالي في صحيح البخاري

علم الدلالة هو قمة الدراسات اللغوية وجوهر اللغة، وتُعدُّ نظرية العلاقات الدلالية من أشد النظريات تأثيرًا في خريطة هذا العلم، وفي استقطاب كثير من الباحثين؛ وتؤكد هذه النظرية أن معنى الكلمة يكشف عن ذاته عبر علاقات تقيمها الكلمة مع الأخرى، فمعنى الكلمة يظهر نفسه عبر عدة علاقات دلالية كالمشترك اللفظي، والترادف، والأضداد، والتقابل، والتنافر ، والاشتمال، وبرغم كثرة الدراسات الدلالية قديما وحديثا في المشترك والترادف والأضداد؛ إلا أنَّ ما بقي من العلاقات الأخرى كالتقابل، والتنافر، والتضمين) لم تأخذ حقها من الدراسة، فقل التطبيق عليها، مما جعل النظرية تبقى دون برهان عملي عربي. ويعد التقابل الدلالي أحد العلاقات الدلالية الأكثر شيوعا في اللغة العربية، وله أثره في جمال النص، فهو ظاهرة لغوية أسلوبية مميزة؛ بل إنه حلية عقلية منطقية منظمة، تنزع اللغة فيه إلى التفكير بلغة التضاد للجمع بين جنسين رئيسين من الجمال، هما الانسجام والاختلاف.