بلاد الشام في العهد العثماني

بلاد الشام في العهد العثماني

تأليف:

محمد الخطيب

دار النشر : دار رسلان
51.75 ر.س إن الدولة التركية في غربي آسيا الصغرى قد نهضت من نشأة وضيعة في أوائل القرن الرابع عشر, إلى مركز شامخ في آسيا الغربية وجنوبي شرقي أوروبا وشمالي إفريقيا, وذلك في خلال القرنين التاليين, وكان قيامها على هذا النحو من أبرز الأحداث في التاريخ الحديث. عرفت لفظة «ترك» لأول مرة اسماً لأقوام من بدو آسيا الوسطى سنة 500 ميلادية. وفي خلال القرن السادس تمكنت الشعوب التركية من إنشاء دويلات بدوية انتشرت في منغوليا وحدود الصين الشمالية حتى البحر الأسود. وكما عاش الأعراب على الجمال كذلك عاش الأتراك على الخيل, فشربوا ألبانها وأكلوا لحومها وامتطوها في طلب النصر. وقد استخدموا الركاب والقوس والنبال وكانت الميزة التي تفوقوا بها على خصومهم سرعة الانتقال. كان أول اتصالهم بالشعوب الهندية الأوروبية في تركستان, وفي هذا البلد واجههم العرب الفاتحون للمرة الأولى, وذلك في أواخر القرن السابع وأوائل الثامن وعندما بلغ هؤلاء الأتراك آسيا الصغرى وجدوها قد تتركت (أصبحت تركية) على يد أنسبائهم السلاجقة. ويعود السلاجقة والعثمانيون بالنسب إلى قبيلة الغز, أو الاتحاد القبلي المعروف بهذا الاسم. أما المؤسس الذي تسمت باسمه الدولة والسلالة التي عرفت بالعثمانية فزعيم شبه تاريخي اسمه عثمان (11299-1326م) ويستدل من اسمه هذا أن عشيرته كانت آخذة في اعتناق الإسلام أو قد اعتنقته نهائياً. وعلى إثر اتباعهم للدين الجديد تسربت إلى لغتهم التركية ألوف التعابير الدينية والعلمية والأدبية العربية, وبعض الألفاظ الفارسية. ولما لم يكن للغة التركية إلا القليل من الأدب المدون, عمدوا إلى اقتباس الحرف العربي، واستمروا عليه في مدوناتهم حتى كان الإصلاح الذي قام به مصطفى كمال سنة 1928. وقد بقيت الدولة العثمانية، بعد أن تأسست حوالي سنة 1300 ، نحواً من 66 سنة مجرد إمارة قائمة على الحدود واتخذت بعد سنة 1326 مدينة بروسا قاعدة لها. ثم غدت بين سنة 1366 وسنة 1453 مملكة عاصمتها مدينة أدرنة. وكان استيلاء محمد الثاني الفاتح (1451-1481) على القسطنطينية سنة 1453 فاتحة عهدها الإمبراطوري. وبذلك غدت هذه الدولة الإسلامية التركية وريثة الإمبراطورية البيزنطية، وظفرت فيما بعد بضم عدد من الدول العربية، تمكنت من سلخها عن الخلافة العباسية. وقد بلغت الإمبراطورية التركية أوج عزها في عهد سليمان الأول الملقب بالقانوني (1520-1566) ، وهو ابن سليم الأول فاتح سورية ومصر. وتم في عهده الاستيلاء على الجانب الأكبر من هنغاريا ، وإلقاء الحصار على مدينة فيينا، واحتلال جزيرة رودس، وأقرت شمالي إفريقيا - باستثناء مراكش - بالسيادة السياسية عليها للباب العالي في القسطنطينية. وقد امتدت الإمبراطورية في عهد سليمان الأول من بودابست على نهر الدانوب إلى بغداد على نهر الدجلة، ومن بلاد القرم إلى شلال النيل الأول، وكانت إلى ذلك من أطول الدول الإسلامية عمرا ، فقد تولى على عرشها من سنة 1300 حتى 1922 ، عندما انحلت الإمبراطورية ستة وثلاثون سلطانا كلهم متحدرون عصباً من عثمان المؤسس الأول. المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

إن الدولة التركية في غربي آسيا الصغرى قد نهضت من نشأة وضيعة في أوائل القرن الرابع عشر, إلى مركز شامخ في آسيا الغربية وجنوبي شرقي أوروبا وشمالي إفريقيا, وذلك في خلال القرنين التاليين, وكان قيامها على هذا النحو من أبرز الأحداث في التاريخ الحديث. عرفت لفظة «ترك» لأول مرة اسماً لأقوام من بدو آسيا الوسطى سنة 500 ميلادية. وفي خلال القرن السادس تمكنت الشعوب التركية من إنشاء دويلات بدوية انتشرت في منغوليا وحدود الصين الشمالية حتى البحر الأسود. وكما عاش الأعراب على الجمال كذلك عاش الأتراك على الخيل, فشربوا ألبانها وأكلوا لحومها وامتطوها في طلب النصر. وقد استخدموا الركاب والقوس والنبال وكانت الميزة التي تفوقوا بها على خصومهم سرعة الانتقال. كان أول اتصالهم بالشعوب الهندية الأوروبية في تركستان, وفي هذا البلد واجههم العرب الفاتحون للمرة الأولى, وذلك في أواخر القرن السابع وأوائل الثامن وعندما بلغ هؤلاء الأتراك آسيا الصغرى وجدوها قد تتركت (أصبحت تركية) على يد أنسبائهم السلاجقة. ويعود السلاجقة والعثمانيون بالنسب إلى قبيلة الغز, أو الاتحاد القبلي المعروف بهذا الاسم. أما المؤسس الذي تسمت باسمه الدولة والسلالة التي عرفت بالعثمانية فزعيم شبه تاريخي اسمه عثمان (11299-1326م) ويستدل من اسمه هذا أن عشيرته كانت آخذة في اعتناق الإسلام أو قد اعتنقته نهائياً. وعلى إثر اتباعهم للدين الجديد تسربت إلى لغتهم التركية ألوف التعابير الدينية والعلمية والأدبية العربية, وبعض الألفاظ الفارسية. ولما لم يكن للغة التركية إلا القليل من الأدب المدون, عمدوا إلى اقتباس الحرف العربي، واستمروا عليه في مدوناتهم حتى كان الإصلاح الذي قام به مصطفى كمال سنة 1928. وقد بقيت الدولة العثمانية، بعد أن تأسست حوالي سنة 1300 ، نحواً من 66 سنة مجرد إمارة قائمة على الحدود واتخذت بعد سنة 1326 مدينة بروسا قاعدة لها. ثم غدت بين سنة 1366 وسنة 1453 مملكة عاصمتها مدينة أدرنة. وكان استيلاء محمد الثاني الفاتح (1451-1481) على القسطنطينية سنة 1453 فاتحة عهدها الإمبراطوري. وبذلك غدت هذه الدولة الإسلامية التركية وريثة الإمبراطورية البيزنطية، وظفرت فيما بعد بضم عدد من الدول العربية، تمكنت من سلخها عن الخلافة العباسية. وقد بلغت الإمبراطورية التركية أوج عزها في عهد سليمان الأول الملقب بالقانوني (1520-1566) ، وهو ابن سليم الأول فاتح سورية ومصر. وتم في عهده الاستيلاء على الجانب الأكبر من هنغاريا ، وإلقاء الحصار على مدينة فيينا، واحتلال جزيرة رودس، وأقرت شمالي إفريقيا - باستثناء مراكش - بالسيادة السياسية عليها للباب العالي في القسطنطينية. وقد امتدت الإمبراطورية في عهد سليمان الأول من بودابست على نهر الدانوب إلى بغداد على نهر الدجلة، ومن بلاد القرم إلى شلال النيل الأول، وكانت إلى ذلك من أطول الدول الإسلامية عمرا ، فقد تولى على عرشها من سنة 1300 حتى 1922 ، عندما انحلت الإمبراطورية ستة وثلاثون سلطانا كلهم متحدرون عصباً من عثمان المؤسس الأول.

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9789933188306
  • تأليف:محمد الخطيب
  • دار النشر:دار رسلان
  • التصنيف:التاريخ والجغرافيا
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2018
  • عدد الصفحات:260
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.53
  • لون الطباعة:أسود
ردمك (ISBN)9789933188306
دار النشردار رسلان
التصنيفالتاريخ والجغرافيا
اللغةالعربية
سنة النشر2018
عدد الصفحات260
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.53
لون الطباعةأسود

كتب ذات صلة

كتب لنفس البائع