الفكر والتصوف في فلسفة النفري

الفكر والتصوف في فلسفة النفري

( محمد بن عبد الجبار النفري )

تأليف:

يوسف سامي اليوسف

دار النشر : دار رسلان
46.00 ر.س قليلة, بل جد قليلة, هي الدراسات التي خصصها العالم العربي الحديث للتراث الفذّ الذي تركه محمد بن عبد الجبار النفري, المتوفي عام 354 هـ / 965 م، والذي لا نعرف عن مسيرة حياته سوى النزر اليسير. وبالتأكيد، لم يكن هذا الشيخ من قبيل الصدفة، ففي الحق أن النصوص الغزية قد أوغلت في التجريد والعلوّ إلى حد جعلها غريبة عن الذهن الحديث الجانح إلى العزوف عن المتعاليات، أو إلى قلة الاهتمام بكل ما يخرج عن التجربة الواقعية. بيد أن هذا العلوّ، الذي كان من شأنه أن جعل الأسلوب ساحقاً باذخاً على نحو متميز، ينمّ عن رغب.... أقرأ المزيدأية حال، فإن هذا المنزع، منزع التجاوز غلى ما وراء الأضداد هو الصوفية في أنقى أحوالها. فالصوفية الخالصة، أو تلك التي تؤمن بأن مملكتها ليست من هذا العالم، إنما تجاهد كي يبلغ الروح البشري الى الفسحة التي لا تحدها حدود ولا تقيدها قيود. وبذلك تغدو الصوفية مطلباً نبيلاً يتجاوب مع حاجات النفس الداخلية بالدرجة الأولى. ولقد حدد الكاتب هذا المنزع تحديداً شديد الوضوح وذلك حين قال في الموقف الثاني عشر: "وقال لي: أتدري أين محجة الصادقين؟ هي من وراء الدنيا، ومن وراء مافي الدنيا، ومن ورائها في الآخرة" [...]. هكذا يمضي الباحث في استشفاف المعاني النفرية التي غاب صاحبها عن أناه بحثاً عنها.. سكن الصوفية... أو سكنته... فسكنت نفسه إليها... وحلقا معاً في عوالم المعنى واللغة وليبرهن النفري ومن خلال نصوصه "المواقف" و "المخاطبات" كاتب أدبي حقاً، أو قل إنه أفضل محاولة بذلتها العربية كي تجعل النص الصوفي النثري نصاً أدبياً يصلح أن يرسم الذائقة والمتعة الفنية، وذلك بفضل ما زوده به النفري... الكاتب من بصائر وأخيلة افتراقية شديدة القدرة على البلوغ إلى النائيات... وهكذا ستكون رحلتك كقارئ مع الباحث في استكشافاته هذه، ودراساته الممتعة حول النفري ونصوصه واختراقاته... رحلة فيها من المتعة الروحية ما يجعلك تتماهى معه في هذه النصوص. المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

قليلة, بل جد قليلة, هي الدراسات التي خصصها العالم العربي الحديث للتراث الفذّ الذي تركه محمد بن عبد الجبار النفري, المتوفي عام 354 هـ / 965 م، والذي لا نعرف عن مسيرة حياته سوى النزر اليسير. وبالتأكيد، لم يكن هذا الشيخ من قبيل الصدفة، ففي الحق أن النصوص الغزية قد أوغلت في التجريد والعلوّ إلى حد جعلها غريبة عن الذهن الحديث الجانح إلى العزوف عن المتعاليات، أو إلى قلة الاهتمام بكل ما يخرج عن التجربة الواقعية. بيد أن هذا العلوّ، الذي كان من شأنه أن جعل الأسلوب ساحقاً باذخاً على نحو متميز، ينمّ عن رغب.... أقرأ المزيدأية حال، فإن هذا المنزع، منزع التجاوز غلى ما وراء الأضداد هو الصوفية في أنقى أحوالها. فالصوفية الخالصة، أو تلك التي تؤمن بأن مملكتها ليست من هذا العالم، إنما تجاهد كي يبلغ الروح البشري الى الفسحة التي لا تحدها حدود ولا تقيدها قيود. وبذلك تغدو الصوفية مطلباً نبيلاً يتجاوب مع حاجات النفس الداخلية بالدرجة الأولى. ولقد حدد الكاتب هذا المنزع تحديداً شديد الوضوح وذلك حين قال في الموقف الثاني عشر: "وقال لي: أتدري أين محجة الصادقين؟ هي من وراء الدنيا، ومن وراء مافي الدنيا، ومن ورائها في الآخرة" [...]. هكذا يمضي الباحث في استشفاف المعاني النفرية التي غاب صاحبها عن أناه بحثاً عنها.. سكن الصوفية... أو سكنته... فسكنت نفسه إليها... وحلقا معاً في عوالم المعنى واللغة وليبرهن النفري ومن خلال نصوصه "المواقف" و "المخاطبات" كاتب أدبي حقاً، أو قل إنه أفضل محاولة بذلتها العربية كي تجعل النص الصوفي النثري نصاً أدبياً يصلح أن يرسم الذائقة والمتعة الفنية، وذلك بفضل ما زوده به النفري... الكاتب من بصائر وأخيلة افتراقية شديدة القدرة على البلوغ إلى النائيات... وهكذا ستكون رحلتك كقارئ مع الباحث في استكشافاته هذه، ودراساته الممتعة حول النفري ونصوصه واختراقاته... رحلة فيها من المتعة الروحية ما يجعلك تتماهى معه في هذه النصوص.

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9789933220631
  • تأليف:يوسف سامي اليوسف
  • دار النشر:دار رسلان
  • التصنيف:الفلسفة والفكر
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2016
  • عدد الصفحات:156
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.35
  • لون الطباعة:أسود
ردمك (ISBN)9789933220631
دار النشردار رسلان
التصنيفالفلسفة والفكر
اللغةالعربية
سنة النشر2016
عدد الصفحات156
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.35
لون الطباعةأسود

كتب ذات صلة

كتب لنفس البائع