بنك الدم

متى ينتهي هذا الشقاء؟ وهل سوف أظل هكذا أصارع هذا الموج العاتي؟ أو متى أستيقظ على شاطئ الراحة؟ لم يكن موقناً في دخيلة نفسه بأن رد الشطر الثاني من سؤاله هو ما سوف يحظى به, في لحظة صدق مع نفسه لا يشك برهة واحدة, بأنّ قاع التيه ينتظره على أحرّ من الجمر مثل حبيبٍ ينتظر عودة من يهوى من وراء الغمام. تلك الجفون أخيراً قد استسلمت للنوم بعدما عانت كثيراً من السهر ليالي طوال، وبعدما شاهدت كثيراً، ولم تغفل لحظة ولم تعترض، وهو يقودها مثل الأنعام الحمقاء إلى مسالك وعرة أقامها الشيطان ورقص في أحضانها وبارك لكل من يرقص فيها خلفه. أما هو فكم قد رقص، بل وصفق، وغرد، كأنه يبارك تلك الفعلة والتي أصبحت أيقونة حياته. ولى النظر الثاقب وفر هارباً وقد حمل معه البصر وخلفه الجفون والأحداق مجرد دُمى مهترئة. ليس أمامه الآن من مُعين إلا يده.