نبهان ودنان الهذيان

نَبْهان.... هو ذَاكَ الذي يبحث عن إعادة تَموضع الإنسان على خارطة الحياة؛ مخترقاً أسوار اليأس ورياح اللامبالاة العاتية التي عصفت بأحلامه التي خلقت لديه عوالماً من التشظي.. في مواجهة تلك الزوجة والابن المدلل الغير آبهَين لما آلت إليه الحال؛ جلّ اهتمامهم هو الانعتاق من كانون مدلهمات الدهر وقمقم ضنك المعيشة واتساع سقف المطالب ليرنو لعنان الهذيان, ويْكأن نبهان هو الباحث عن شمس العرب التي سطت يوماً ما على الغرب, عشرون شخصية تولَّدت من نفس واحدة وذاتٍ لا تقبل الانقسام، علَّه تجد ترياقاً للخلاص... تارةً نجدُ نبهاناً ينخرط في الضحكات بدون مسبب ليجد هرمون السعادة التائه، وأحاييناً نجده الغلبان في عقله كشخص مُتبلّد جلفٍ سقعان، وكرَّةً يبحث بين أصحاب الكهف عن الأنثى الضائعة التي ستهبه طوق النجاة بعدما غاص في أوحال الهزيمة، مازال مهيض الجناح مشكلته الأزلية والأبدية.. الجنسيَّة، أما لما أسلم نفسه غيمات الإلهام الشعري وبيارق القصيد في التغزُّل بتلك العروسة بلا عُرس.. أبا القدر إلا أن حال كزاجر لإتمام حلمه بسبب ذاك المدير المتغطرس الذي يشاركه دسر آماله ليقذف به إلى مغبَّة الهاوية، ها هو بطلنا الهُمام يفتش بين لاءاتٍ وتابوهات يستحيل عليه أن يتجاوزها في أرض النفاق،