حكايات الحب في الزمن الجميل

على شاطئ الليل كنت أكتب رسائلي، تحملها أمواج من الحب تعلو تارة وتهدأ تارة أخرى،ـ تتبع القمر في ضياه والنجوم في سماه والأرض في المد والجزر.. نقشت حروفي على صفحات الماء، والقلوب كالماء أحياناً صافية، وأخرى عكرة فتكون جافية.. استعنت بالله وبمخزوني الفكري وخلجات نفسي تزين المعاني لتخترق الصدور فتنفذ إلى العقول.. لا أدعي أنني عبقري فقد جمعت شتات أمري من كتب قرأتها وحكايات سمعتها من الإذاعة وحديث الذكريات عبر السنين، وكذلك الصفحات الثقافية على متن مواقع التواصل الاجتماعي فزادت النور ضياء، وأضافت إلى الرؤية زوايا ورتوش.. وكلما لاحت لعيني أطياف لحن ودقت على قلبي مزامير داوود وداعبت أذني خرير شلالات الألحان وازدحمت الكلمات تتسابق لتعانق الصفحات.. أراني خلدت إلى وحدتي أسامرها فتسري فيها ما خطه الشعراء أو أبدعته نوتة موسيقى كتبها عبقري لتبقى خالدة عبر الأزمان.. فالكلمة لاتموت وتخلد صاحبها وكذلك الألحان.. فالشعر واللحن صنوان لايفترقان.. شئت أم أبيت في كلا النوعان سواء شعر القوافي أو نظم العوام فالايقاع هو مايضفي على الكلمات جمال، فإذا اقترنت بالموسيقى فلابد من الصمت فالصمت في محراب الجمال جمال.. فإلى كل من يفتح هذه الصفحات أهديك بعض من سيل زمن فاض بكل معاني الجمال وارتفع بالروح فسمت فوق مراد الأجساد وهامت في عوالم لا نهائية لا هي جن ولا هي أشباح وإنما رائحة عطر فواح يطيب به المكان ويحلو به الزمان، وتنتعش به العقول فترقص النفوس دون أن تهتز الأبدان.. إليكم أُهدي أعذب وأطيب وأرقى الألحان والتي تطل علينا من شرفة الماضي الذي صهرته الأشجان وغردت في جنباته عصافير بشتى الألوان.. تعانق الليل وتسهد الأجفان منها.. ممن كان كالحلم في ليلة صيف، ومنها وممن حفر أسمه في الوجدان..