المزاحمية

لماذا نميل دائما إلى تبرئة أنفسنا من صفات الخسة، والبخل والنذالة والنفاق؟ كل هذه الأسئلة تصعد إلى دماغي الآن وأنا أتأمل ما حدث، على الأقل يزعجني أن أرى نفسي هكذا خاليا من السوس، أو بالأحرى غير مدرك لكم النواقص التي أعاني منها كغيري، ولم لا ؟ ألسنا أبناء نفس البيئات الاجتماعية والثقافية، وإن اختلفت أوضاعنا الطبقية؟، فقد تعلم معظمنا في مدارس واحدة وقرأنا روايات نجيب وإحسان وفتحي غانم في الستينات والسبعينيات ثم انخرطنا معا قبولا ورفضا في هيصة الصحوة الإسلامية التي مهد لها جيدا الرئيس المؤمن محمد أنور السادات، وعندما كتب جلال أمين فيما بعد كتابه «ماذا حدث للمصريين؟ لم يعنونه ( ماذا حدث لمعظم أو لبعض المصريين»، قطعا أراد أن يقول إن أحدًا لم ينج من الخراب الذي حل على مصر والوطن العربي، بعد أن كسبنا المعركة وخسرنا الحرب. أليس علي الآن أن أتأمل مقولة المفكر الكبير محمود إسماعيل كل ما نفعله الآن إن لم يكن خطيئة فهو خطأ ؟ وكان يتحدث عن المصريين، لكن لابد أنه كان يقصد العرب جميعا. لم لا أكون قد ظلمت إبراهيم أو عوض الله، أو أبو حسين، أو حتى المرحوم عبد الشهيد ؟