الحرب الخفية ضد الأكراد في تركيا

بدأت أشرس حملات التدمير للقرى وتهجير سكانها في شمال كوردستان بين الأعوام ١٩٩٢ - ١٩٩٦ م، وتغيرت الحرب التقليدية إلى هجوم شرس ضد السكان العزل المسالمين. ففي شمال کوردستان سويت مع الأرض ما يقارب ثلاثة آلاف قرية من قبل الجيش، ومترد على أقل تقدير، مليوني نسمة من الكورد من سكان هذه القرى، ليعيشوا في الأطراف المهملة من المدن الكوردية والتركية . لقد قتل في العام ۲۰۰۰م ما يقارب ٢٥ ألف شخص لكن لم يتم معرفة عدد المواطنين الكورد المدنيين الذين فقدوا حياتهم، نتيجة البؤس والحرمان وتفشي المرض بينهم. لقد اعتبر التهجير القسري الداخلي للمواطنين مسألة محلية داخلية، لذلك لم يقدم لهؤلاء أية مساعدة عينية أو معنوية من الداخل أو الخارج، بينما ساعدت منظمة الهلال الأحمر الدولية في تركيا - أثناء أزمة الخليج - في العام ١٩٩١م ساعدت أولئك الكورد الذين نزحوا من شمال العراق إلى تركيا، كما ساعدت وتساعد حتى الآن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR - تساعد النازحين الذين جاءوا من الدول الأخرى كإيران والعراق إلى تركيا، إلا أن منظمة أو أية دولة من هذه الدول أو المنظمات، لم تمد يد العون والمساعدة إلى المهجرين الكورد داخل تركيا. فالكورد المهجرون لم يتسلموا أية معونات دولية، ولم يسمح للمنظمات غير الحكومية NGO"، مثل أطباء بلا حدود العمل في تركيا، ليساهموا في تقديم العون الإنساني الضروري للمهجرين والمشردين. كما أن الإعلام الغربي سكت ولم يسلط الضوء على مأساة الكورد المهجرين داخل تركيا بما يستحق من الاهتمام. إن تفشي الأمراض في الوسط الكوردي شمال کوردستان، لاسيما بين المهجرين في جنوب تركيا، كان في ازدياد مستمر، والإصابة بهذه الأمراض سببها الظروف المعيشية السيئة التي يعيش فيها الناس، وهي التي تساعد على نشاط الفيروسات المسببة لهذه الأمراض الفتاكة. فلكل ما مر ذكره، أثرت أن أصف الظروف والحالة الصحية التي كانت سائدة أثناء الأعوام ١٩٩٠م، وأن أبحث العلاقة بين الحرب وتهجير المواطنين المدنيين العزل، وندرة المساعدات الإنسانية للكورد المهجرين قسرا.