الدين والدولة

لدى رؤية عنوان هذا الكتاب، أو عند الدخول في نقاش يتعلق بالفكر الديني المتطرف، يتبادر إلى ذهن الجميع العمليات التي تخوضها تنظيمات الإسلام السياسي، والتي جعلتها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حاضرة في حياتنا بأدق تفاصيلها عبر عرضها بشكل متواصل ومتكرر. ما نحاول فعله هنا هو أخذ الموضوع خارج هذا الفضاء الإعلامي والهبوط به إلى أرض الواقع لنناقش العلاقة المتبادلة بين الفكر المتطرف والبنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمعات العربية. بمعنى هل جاء ظهور الفكر المتشدد وتمدده كانعكاس للتشدد والانغلاق اللذين يميزان المجتمعات الإسلامية، أم أن الانغلاق والمجتمع المحافظ جاءا كرد فعل على انتشار الفكر المتشدد؟ بمعنى أيهما الأسبق الانغلاق والطبيعة المحافظة أم التشدد؟ نعتقد أن إجابة هذا التساؤل هي الخطوة الأولى في طريق صياغة الحلول المستقبلية . الأسبق فهذا فإذا كان التشدد هو يعني أن الحل الأمني هو الأمثل، أما إذا كان الانغلاق والطبيعة المحافظة هما الأسبق فالعمل يجب أن يتركز على تفكيك الخطاب الاجتماعي الثقافي السائد.