القصة ورأس الرجل

لا بد لأي دراسة جادة عن أدب الستينيات أن تبدأ بمحمد حافظ رجب؛ لأنه أول من فجّر قضية الأدب الجديد، وطرح الأسئلة حول هويته في مطلع هذا العقد الغريب. لأنه أول من نقل قضية الكتابات الجديدة من منطقة الهواجس المبهمة، والإرهاصات المبعثرة الغامضة إلى نطاق التناول العقلي والإدراك الشعوري. لأنه أول من استشعر ضرورة البحث عن أساليب تعبيرية ومنطلقات بنائية طازجة تتمكن الإقصوصة عبرها من استيعاب هذا التغير الشامل، وهذا الانقلاب الجذري في النمط البشري الذي تستقطبه همومه. لأنه بلور البدايات الحقيقية للتحول الكبير في الرؤية والأسلوب الذي صاغت كتابات الستينيات بقية ملامحه. وإذا كانت بعض هذه البدايات قد تجاوزت من قبل كتاب آخرين من نفس الجيل؛ فإننا لا نستطيع أن ننكر استشراف محمد حافظ رجب الباكر لإطلالات هذا التحول الوشيك.. وصراخه الدائم بغية التملص من إهاب الرؤى القديمة والأشكال القديمة، الذي بلغ ذروته في قولته المشهورة "نحن جيل بلا أساتذة". د. صبرى حافظ