خطوة نحو الجنون

مع فرنشسكا تنزلق الوقائع وتسقط من يدي كلحظة الحاضر اليتيمة القادمة من المستقبل والهائمة على وجهها في دوائر النسيان على رأي سوزان، أو يعرف أحد ما حصل لها بالمناسبة؟ عندما يتعلق الأمر بفرنشسكا لا أقوى على الحديث خشية أن أسيء التعبير أو أقصر في الإبلاغ فأصبح كإستعارة ممجوجة أو تشبيه بالخفين كدأب الجميع على انتعالهما. فرنشسكا قصيدة فشلت في كتابتها كما فشلت في تذكر كيف تعرّضت للاختطاف والتعذيب. والآن أواصل فشلي في تذكر الأمر عندما رأيتها كاملة لأوّل مرّة، كانت بلا معنى مجرد أبيات متناظرة وأذيال قوافي وتفعيلات مرصفة كطقم أسنان. لكنها لم توح ببوح ولم تدعني إلى سفر، كانت باردة كأصابعي عندما شبهتها بضجر: "أصابعك باردة كميت".