الـ أنا " مدخلا لتحليل بنية الخطاب السردي العربي"(الـ (أنا) المتعالية والـ (أنا) الجدليّة في: - بنية الخطاب السردي الروائي الحديث)

في الجزء الأوّل من مشروع هذه الدّراسة, قد اقترحنا المدخل الملائم لتحليل البنية الخطابيّة السّرديّة, عموماً, وحلّلنا, في ضوئه, بعض النّصوص السّرديّة العربيّة (التّراثيّة) التي أسهم بعضها في انقسام الجماعة والأمّة إلى أحزاب وطوائف متناحرة, فقد ارتأينا- إتماماً للفائدة- تكريس هذا الجزء من مشروع الدّراسة لتناول بنية الأنا في بنية الخطاب السّرديّ الرّوائيّ الحديث. ونظراً لتشعّب هذا الخطاب، وتعدّد أنماط الأنا السّاردة في بنيته، فقد تمّ الاكتفاء بالوقوف على نمطين من أنماط هذه الأنا؛ ما أسميناه بـ" نمط الأنا المتعالية" التي تجلّى حضورها، بصورة لافتة، في بنية خطاب رواية الرّهينة لزيد مطيع دمّاج، و" نمط الأنا التّفاعليّة الجدليّة" التي تجلّى حضورها، بصورة لافتة أيضاً، في بنية خطاب رواية " صيد السّلمون في اليمن" للكاتب البريطانيّ بول تروردي. حيث تمّ تحليل بنيتيهما الخطابيّة, في ضوء قضايا المدخل المقترح بكلّ تفاصيله, واستقصاء كافّة عناصر البنية السّرديّة فيهما, وسبر أغوار أنماط العلاقات النّاظمة بين عناصرهما, للكشف عن الأنساق الثّقافيّة والأيديولوجيّة المتحكّمة في إنتاج خطابهما السّرديّ، في لحظة تاريخيّة معيّنة, عكست روح العصر, وما يعتمل فيه من قوى وأفكار متصارعة.