شجون الغريبة

يتناول كتاب "شجون الغريبة" لعلوان مهدي الجيلاني قصيدة النثر العربية، بدءًا من ظهورها الأول وحتى المرحلة الحالية التي يصفها الكاتب بـ "قصيدة النثر الفيسبوكية". يتناول الكتاب قصيدة النثر من جوانب متعددة، منها نشأتها وتطورها، وأبرز الشعراء الذين كتبوا فيها، والتحديات التي واجهتها، والسمات التي تميزت بها في كل مرحلة من مراحل تطورها. يبدأ الكتاب بمناقشة تسمية قصيدة النثر بهذا الاسم، وسبب اختيار الكاتب لعنوان "شجون الغريبة" لكتابه. ثم ينتقل إلى مناقشة نشأة قصيدة النثر العربية، حيث يرى أنها شكل مستورد من ثقافات أخرى، وظلت لفترة طويلة تعاني من وصف الغريبة، بسبب ارتباطها بالثقافة الغربية، وبسبب غرابة تسميتها، ولأنها كانت مرتبطة بنخبة من الشعراء، وهو ما جعلها غير قادرة على التواصل مع الجمهور. يتتبع الكاتب بعد ذلك تطور قصيدة النثر، وكيف تغير واقعها مع ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت أكثر شيوعًا، وأكثر قبولًا عند الجمهور، وأصبح يكتبها شعراء من مختلف الأجيال والطبقات الاجتماعية. يركز الكاتب بشكل خاص على قصيدة النثر الفيسبوكية، ويحلل سماتها وخصائصها، مثل ميل معظم شعرائها إلى نشر نصوصهم خالية من العناوين، والتعبير عن قوة التلاقح وتبادل التأثر والتأثير بين منتجيها في مختلف البلدان العربية، والتناول الواسع لليومي والهامشي، واتساع المحمولات الغرضية للنص، وتنوع أنماطها في مختلف البلدان العربية. ويسعى الكاتب من خلال هذه المقاربات إلى تسليط الضوء على أبرز السمات والخصائص التي تميزت بها قصيدة النثر الفيسبوكية، مثل استخدام اللغة اليومية، والتركيز على التفاصيل الصغيرة، والتعبير عن المشاعر والأحاسيس الصادقة، والانفتاح على التجارب الشعرية الأخرى. ويتوقع الكاتب أن تشهد قصيدة النثر مزيدًا من التطور والتغير في المستقبل، بفضل التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي.