الصهيونية من وجهة نظر ضحاياها

يحتوي هذا الكتاب على مادة مهمة لم يسبق لها أن ترجمت إلى العربية، هي عبارة عن مقال مطول للبروفيسور إدوارد سعيد، يفند من خلاله ادعاءات الصهيونية بأحقيتها في الأراضي الفلسطينية والمطالبة بوطن قومي لليهود. نشرت المادة باللغة الإنجليزية لأول مرة في العام 1979 في المجلة الفصلية Social Text التي تصدرها جامعة دوك الأمريكية، وتفخر دار شفق أن تقدمها لقراء العربية بالاتفاق وبترخيص رسمي من ناشرها الأصلي. *** إدوارد سعيد باحثٌ وكاتبٌ فلسطيني حاملٌ للجنسية الأمريكية ولد في القدس في الأول من نوفمبر 1935 لعائلة مسيحية، وكان أبوه فلسطينيا أمريكيا وأمه فلسطينية لبنانية. بدأ دراسته في كلية فيكتوريا في الإسكندرية في مصر، ثم سافر إلى الولايات المتحدة كطالب، ليحصل على درجة البكالوريوس من جامعة برنستون في عام 1957، ثم درجة الماجستير في عام 1960 والدكتوراه من جامعة هارفارد في عام 1964. إدوارد سعيد مُفكرٌ أدبي وأكاديمي كتب عدة كتبٍ حول النقد الأدبي والنقد الموسيقي وقضايا ما بعد الاستعمارية. كان يتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية بطلاقة، ويلم بالإسبانية والألمانية والإيطالية واللاتينية. عمل كأستاذٍ جامعي للغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا لمدة 40 عامًا، كنه كان يتجول كأستاذ زائر في كثير من كبريات المؤسسات الأكاديمية كجامعة ييل وهارفرد وجون هوبكنز. اشتُهر سعيد بتأليفه كتاب Orientalism (الاستشراق) عام 1978، حيث تحدث في كتابه عن افتراضات العالم الغربي التي تؤدي إلى سوء فهم رموز حضارة الشرق، خصوصًا الشرق الأوسط. تُرجم الكتاب إلى عدة لغات، ويتم تدرسيه في العديد من صفوف العلوم السياسيّة. كان سعيد أكثر المدافعين عن الحقوق الفلسطينية تأثيرًا في الولايات المتحدة، وقد شارك في مظاهراتٍ من أجل الحقوق السياسيّة واستقلالية الفلسطينيين. تمت تسميته باسم “الصوت الأكثر قوة” لأجل الفلسطينيين. وبالإضافة إلى كونه ناقدًا أدبيًا مرموقًا، فإن اهتماماته السياسية والمعرفية متعددة واسعة تتمحور حول القضية الفلسطينية والدفاع عن شرعية الثقافة والهوّية الفلسطينية، وعن عدالة هذه القضية وحقوق الشعب الفلسطيني. كما تتركز اهتماماته والموضوعات التي يتناولها على العلاقة بين القوة والهيمنة الثقافية الغربية من ناحية، وتشكيل رؤية الناس للعالم وللقضايا من ناحية أخرى. ويوضح إدوارد سعيد هذه المسألة بأمثلة عديدة وبتفاصيل تاريخية في مسألة الصهيونية، وترعرعها في الغرب، ونظرة الغرب إلى العرب والإسلام والمسلمين وثقافات العالم الأخرى. ويشرح إدوارد سعيد كيف أن الإعلام الغربي والخبراء وصنّاع السياسة الغربية والإمبريالية الثقافية الغربية تتضافر جميعا لتحقيق مصالح غربية غير عادلة في نهاية المطاف، وذلك عن طريق إيجاد خطاب منحاز ثقافيًا إلى الغرب ومصالحه. وضع سعيد أيضًا نظرياتٍ في الموسيقى وألف عدة كتبٍ عنها. وقد أظهر إدوارد اهتمامًا بالسياسة وعمل كعضوٍ مستقل في المجلس الفلسطيني الوطني Palestinian National Council (PNC). توفي إدوارد سعيد في 25 سبتمبر 2003 عن عمر 68 عاما.