الرقص على النيران

الرقص على النيران

تأليف:

أماني صبري

35.65 ر.س بينما يونس يصعد إلى القطار كان مشهد الصعود الأول يُداعب ذهنه منذ عشر سنوات حين صعد للمرة الأولى فقد كانت الطُرقة من شباك التذاكر إلى رصيف القطارات تبدو طويلة وواسعة تجرى فيها الكثير من الحقائب التي كانت تحمل الكثير من أمنيات وربما خيبة آمال أصحابها، كانت حقيبته سوداء كبيرة الحجم جمع فيها كتبه الثمينة وكل ورقة تعلق عقله بها كانت الحقيبة قديمة مر عليها عدة سنوات حيث ورثها عن أبيه وحقيبة حمراء متوسطة الحجم حشر فيها كل ملابسه، كان يجرهما خلفه ويهرول مسرعًا حتى يلحق مقعدًا في القطار كان يجرى لدرجة أن الحقيبة أتعبتها عجلاتها وكأنها عداء أُصيب بشد عضلي في منتصف السباق، لم يكن يعلم ما الذي يدفعه بشدة هكذا أهو الحماس أم الخوف أم الفضول أم مزيج من تلك المشاعر؟! في المرة الأولى كان قد ذهب للدراسة في القاهرة بجامعة عين شمس حيث تخصص في دراسة علم النفس واليوم يذهب من سوهاج إلى القاهرة لحضور مؤتمر علمي كبير سيشارك فيه كبار أساتذة علم النفس داخل مصر وخارجها، تذكر وهو يصعد بداية الطريق الطويل الذي قطعه من أجل تلك اللحظة ولكن الذكريات بدت وكأنها ومضات تجول في عقله استحضرت عرضًا سريعًا من الماضي المُعتق برائحة الكد والاجتهاد والمثابرة، تذكر الدكتور سمير الذي مزق بحثه العلمي لينال درجة الدكتوراه خمس مرات وهو يصرخ في وجهه كل مرة «البحث مرفوض، أراك في جولة أخرى»، كم شعر بالحسرة على مجهوده الذي تناثر في الهواء أمام عينيه عدة مرات كدخان سيجارة الدكتور سمير المتصاعد دون مبالاة، المخطوطات العلمية التي قرأها ودراسة أبحاث فرويد بأدق تفاصيلها، كل ذلك بات حبرًا على ورق لم يُكتب له أن يلمع على صفحات الورق بين رفوف مكتبة الجامعة، وبالفعل كانت عدة جولات يُحاول يونس فيها أن يقتنص درجته العلمية من فم الأسد، وقد رأى ثمار محاولاته عندما قرر الأسد فتح فمه بكلمة الموافقة ومنحه لقب دكتور، حينها شعر يونس بنشوة ملاكم فاز في الجولة الأخيرة بعد إصابة فكه بلكمة شديدة كشفت عن أسنانه البيضاء التي اختلطت بلون الدم إثر الضربة المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

بينما يونس يصعد إلى القطار كان مشهد الصعود الأول يُداعب ذهنه منذ عشر سنوات حين صعد للمرة الأولى فقد كانت الطُرقة من شباك التذاكر إلى رصيف القطارات تبدو طويلة وواسعة تجرى فيها الكثير من الحقائب التي كانت تحمل الكثير من أمنيات وربما خيبة آمال أصحابها، كانت حقيبته سوداء كبيرة الحجم جمع فيها كتبه الثمينة وكل ورقة تعلق عقله بها كانت الحقيبة قديمة مر عليها عدة سنوات حيث ورثها عن أبيه وحقيبة حمراء متوسطة الحجم حشر فيها كل ملابسه، كان يجرهما خلفه ويهرول مسرعًا حتى يلحق مقعدًا في القطار كان يجرى لدرجة أن الحقيبة أتعبتها عجلاتها وكأنها عداء أُصيب بشد عضلي في منتصف السباق، لم يكن يعلم ما الذي يدفعه بشدة هكذا أهو الحماس أم الخوف أم الفضول أم مزيج من تلك المشاعر؟! في المرة الأولى كان قد ذهب للدراسة في القاهرة بجامعة عين شمس حيث تخصص في دراسة علم النفس واليوم يذهب من سوهاج إلى القاهرة لحضور مؤتمر علمي كبير سيشارك فيه كبار أساتذة علم النفس داخل مصر وخارجها، تذكر وهو يصعد بداية الطريق الطويل الذي قطعه من أجل تلك اللحظة ولكن الذكريات بدت وكأنها ومضات تجول في عقله استحضرت عرضًا سريعًا من الماضي المُعتق برائحة الكد والاجتهاد والمثابرة، تذكر الدكتور سمير الذي مزق بحثه العلمي لينال درجة الدكتوراه خمس مرات وهو يصرخ في وجهه كل مرة «البحث مرفوض، أراك في جولة أخرى»، كم شعر بالحسرة على مجهوده الذي تناثر في الهواء أمام عينيه عدة مرات كدخان سيجارة الدكتور سمير المتصاعد دون مبالاة، المخطوطات العلمية التي قرأها ودراسة أبحاث فرويد بأدق تفاصيلها، كل ذلك بات حبرًا على ورق لم يُكتب له أن يلمع على صفحات الورق بين رفوف مكتبة الجامعة، وبالفعل كانت عدة جولات يُحاول يونس فيها أن يقتنص درجته العلمية من فم الأسد، وقد رأى ثمار محاولاته عندما قرر الأسد فتح فمه بكلمة الموافقة ومنحه لقب دكتور، حينها شعر يونس بنشوة ملاكم فاز في الجولة الأخيرة بعد إصابة فكه بلكمة شديدة كشفت عن أسنانه البيضاء التي اختلطت بلون الدم إثر الضربة

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9789776977945
  • تأليف:أماني صبري
  • دار النشر:إبهار للنشر والتوزيع
  • التصنيف:القصة والرواية
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2023
  • عدد الصفحات:160
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.33
  • لون الطباعة:أسود
ردمك (ISBN)9789776977945
دار النشرإبهار للنشر والتوزيع
التصنيفالقصة والرواية
اللغةالعربية
سنة النشر2023
عدد الصفحات160
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.33
لون الطباعةأسود

كتب ذات صلة

كتب لنفس البائع