سقوط غرناطة

سقوط غرناطة والأندلس المفقود . في زمن الحرية والفاجعة ، عندما انكسرت آخر حصون المسلمين في الأندلس تراقصت نفوسهم على حافة الهاوية، كان سقوط غرناطة مع ذلك الفصل الأخير في قصة صراع المسلمين بالأندلس حيث انتهت رحلة السيادة والتألق التي استمرت قرونا عديدة. في رواية "سقوط غرناطة لفوزي المعلوف، يتجلى أمامنا لوحة حية لحالة الضعف والتشتت التي تسيطر على الأمة المسلمة في تلك الفترة المؤلمة، يستند المؤلف إلى الشخصيات التاريخية، وخاصة الملك عبد الله، الذي أخفق في فهم الخطر الذي تحيط بمملكته، واكتفى بالتفرغ لصراع داخلي بينه وبين البطل المغوار ابن حامد على حبيبته دريدة. تظهر الرواية حالة من اللامبالاة والإهمال لدى آخر ملوك غرناطة، حيث يغوص الملك عبد الله في صراع شخصي مع ابن حامد، في حين يقترب الخطر الإسباني بسرعة متزايدة، يظهر المعلوف ببراعة الضياع الذي ألم بالمسلمين بعد فوات الأوان، حيث فقدوا كل شيء، وانقضت فرص البقاء. تتناغم اللغة الأدبية الرفيعة في سرد المعلوف مع مشاهد التاريخ الحزينة، مضيفة بذلك طابعا فنيا لا يضاهي وبينما يستند النصر إلى الأحداث التاريخية، يتفرغ المؤلف لتشكيل شخصياته ببراعة، مما يعزز من قوة السرد وجاذبيته