فلسفة بلا فلاسفة

إن الغرض من تجميع مادة هذا الكتاب هو تبيان المنهجية التي تقوم بها معظم المؤسسات التعليمية في جل الوطن العربي . اغلب المؤسسات تقدم معلومات عامة عن التخصصات العلميه , وليس في تلك المواد . اكرر عنها وليس فيها بمعنى أنها لا تُعلم المادة بذاتها بل تقدم كماً كبيراً من المعلومات , والمعارف العامة , والمباشرة حولها . ينبغي علينا إدراك الفارق بين ( في ) و (عن "). إن ذلك الفارق هو الذي يخرج لنا علماء , ومفكرين , أو مجرد حملة لمعارف ومعلومات عامة عن مادة معينة . من هنا يحق لاي فرد منا أن يتساءل لماذا لا تُخرج مؤسساتنا التعليمية مهما كان مستواها علماء ومفكرين ؟ بل تُخرج حملة معلومات عامة , يمكن أن نسميهم " مثقفين " إن جاز التعبير . لكي يتم تجسيد هذا الانشطار المنهجي بين ( عن ) اي معلوامات ومعارف عامة و ( في ) اي معرفة جوهر المادة ينبغى لنا أن نسوق مثالاً لذلك . من ثم كانت تلك هي الغاية التي وضع من أجلها هذا الكتاب , والهدف هو تبيان المنهجية السائدة التي تحرم المجتمع من الحصول على علماء ومفكرين بمعنى الكلمة.