العنف المقنع

لا بد من القول أن موضوع العنف ما كان ولن يكون من المواضيع المحببة لنا، ولكن هذا الواقع القاتم المرير فرض نفسه عنوة علينا، وبات المشكلة الأكثر إلحاحاً في هذه الأيام. ولا آبه إذا كانت وسائل هذا البحث متواضعة، فخير لنا أن نساهم ولو بالقليل، أفضل ألف مرة من البقاء في ظلام الصمت المرير. أسئلة كثيرة باتت بحاجة إلى جواب؛ ما أصل هذا العنف، وما هي أسبابه؟ وأي نوع من الناس أولئك الذين يشاركون في القتل والتعذيب والبتر والتشويه! وما الحرب والإرهاب؟ ولماذا يُستغل الدين؟ وما السياسة والديمقراطية والعدالة؟ وهل هذه المفاهيم يتم تطبيقها! أم هي مجرد شعارات براقة لا تعبر عن معانيها؛ عند ما يسمى بالنظام العالمي الجديد المهيمن على العالم. ولكن هل هذه الهيمنة استطاعت أن تحد من العنف؟ إن ما يجري اليوم له أصل وسياق متواصل في التاريخ، وهو نتيجة تفاعلات، وجملة مصالح، وتلك الأحداث التي وقعت منذ سنوات تتكرر ولكن باختلاف في التسميات. ولعل الحل الوحيد لخلاص العالم من هذه القسوة الشريرة، هو المطالبة بالعدالة، والعودة إلى الفضيلة، فلا يمكن التخاذل أمام الأشرار. والرجاء أمام الله لكي ينجينا من هذا العنف الشيطان الذي يلتهم كل شيء، حتى الطفولة والبراءة.