تجديد أسلاك عقلك المصاب باضطراب الوسواس القهري
مهارات فعالة قائمة على علم الأعصاب للتحرر من الأفكار والمخاوف الوسواسية
كاثرين م. بيتمان
نميلُ دائمًا للتَّفكير بأن عقولنا ذات مكانة عالية للغاية، ونُركِّز على كل ما قد أنجزناه خلالها، منذ بناء الأهرامات حتى الهبوط على القمر، لكنَّ عقولنا أيضًا تُقيِّدنا بخلق تصوُّرات، وأفكار، ومُعتقدات تُعذِّبُنا، فقد يخلق عقلك شكوكًا تُسبِّب لك القلق باستمرار، ويمكن أن يُهيمن على تركيزك بأفكار لا يمكنك التَّوقُّف عن التَّفكير فيها، وقد يقودك للشُّعور بوجوب فعل شيء ما مرارًا وتكرارًا حتى تشعر بالرَّاحة، وقد يمنعك من اتِّخاذ أبسط القرارات من خلال خلق سيناريوهات مُختلفة دون توقُّف، مما يجعل من المُستحيل معرفة ما هو الصَّواب، كيف يمكنك التَّخلُّص من كل تلك العمليَّات التي يُنتجها عقلك؟ قد يبدو أن هذا سؤال صعب للغاية الإجابة عنه، بشكل عام، أنت تعيش الواقع الذي يخلقه مُخُّك، فكل منظر تراه ناتج من خلال الرَّوابط المُتشابكة بين عينيك وأجزاء في مُخِّك، والتي تُعالج وتترجم المعلومات التي تستقبلها عيناك، وفي حالة تدمير هذه الرَّوابط، ستفقد القُدرة على الرُّؤية، حتى إذا كانت عيناك سليمتين تمامًا، وبالمثل، لكي تسمع صوتًا تعتمد على مُخِّك ليُترجم معنى الأصوات التي تهزُّ طبلة أُذنك، بدايةً من دقَّة السَّاعة حتى الهتاف بكلمة «حريَّة»، وإذا حدث الضَّرر في مناطق من الفصِّ الصَّدغي، وهو الجُزء الذي يُترجم معنى الكلمات، فإن كلمات أصدقائك ستبدو لك فجأةً مثل هراء أو بعض اللُّغات الأجنبيَّة الغريبة، حيث تقوم أُذناك وأجزاء من مُخِّك بمُعالجة الأصوات حتى تتمكَّن من سماعها، لكنَّ كل الذِّكريات الخاصَّة بمعنى الأصوات تُفقد بسبب تدمير ذلك الجُزء من المُخِّ، فمُخُّك هو الذي يعطي معنى للأصوات التي تسمعها. لا يُفكِّر مُعظمنا في مدى اعتمادنا على مُخِّنا في إدراك الواقع، إلا إذا فقدناه، فتصوُّراتنا تتشكَّل من خلال الطَّريقة التي يعمل بها مُخُّنا، حيث تُسهم أجزاء عديدة من المُخ في كل تَصوُّر، فعندما اصطدمت «فران» بسيارة وضُرب رأسُها في الرَّصيف، فقد دُمِّرت منطقة محددة في خلفيَّة مُخِّها تسمى التَّلفيف المغزلي، وفجأةً وجدت نفسها غير قادرة على التَّعرُّف على الوُجوه، فهي ترى وجه شخص ما، لكنها لا تستطيع قول ما إذا كان وجه شخص ما تعرفه، أم وجه شخص غريب، وعندما يتحدَّث الشَّخص تستطيع عادةً اكتشاف ما إذا كان شخصًا تعرفه أم لا، لكن لبقيَّة حياتها كانت تُواجه صعوبات في استخدام الوجوه للتَّعرُّف على النَّاس، فكانت تضطر إلى الاعتماد على مفاتيح أخرى مثل أصواتهم، أو الموضوعات التي يُناقشونها، أو سمات مُحدَّدة مثل شعر مُجعَّد أحمر أو حواجب داكنة لتساعدها، فمُعظمنا يُسلِّم بأن مُخَّنا يُعالج التَّركيبات المُعقَّدة للوجوه والذِّكريات التَّفصيليَّة القويَّة عنها حتى نستطيع التَّعرُّف على وجه مألوف، ولا نُدرك كيف تتكوَّن الحقيقة بالمُخِّ.
- ردمك (ISBN):9789775148537
- تأليف:كاثرين م. بيتمان
- دار النشر:دار كلمات عربية للنشر والتوزيع
- التصنيف:تطوير الذات
- اللغة:العربية
- سنة النشر:2023
- عدد الصفحات:290
- الغلاف:تغليف ورقي
- الوزن (كجم):0.42
- لون الطباعة:أسود
ردمك (ISBN) | 9789775148537 |
تأليف | كاثرين م. بيتمان |
دار النشر | دار كلمات عربية للنشر والتوزيع |
التصنيف | تطوير الذات |
اللغة | العربية |
سنة النشر | 2023 |
عدد الصفحات | 290 |
الغلاف | تغليف ورقي |
الوزن (كجم) | 0.42 |
لون الطباعة | أسود |