عطر أوراقي المنسية

الأستاذ أسامة البحر صاحب تجربة إنسانية عميقة متميزة، وليس أفضل وأدق في التعبير عن شخصيته من القول إنه مواطن مصري قح، خالص في انتمائه وولائه للوطن والشعب. يولد في مطلع الأربعينيات، ويواكب الأحداث الأعظم التي تمر بها مصر منذ ثورة 23 يوليو 1952، وما قبلها بقليل، ثم أحداث العدوان الثلاثي 1956 إلى ثورة يناير 2011، وما بعدها بقليل. فضلا عما بين هاتين العلامتين البارزتين من وقائع ومتغيرات وتحولات خطيرة، تتمثل في المرحلة الناصرية وأحلامها التي تنتهي بكابوس الهزيمة في يونيه 1967، وعصر السادات الذي يجمع بين نشوة العبور ولعنة الانفتاح والفساد، وسنوات حكم الرئيس الأسبق مبارك بكل ما فيها من مؤشرات تنبئ عن نهاية البداية، 1952، واقتراب نهاية ما، 2011.. على صعيد الحياة الشخصية، يواجه أسامة البحر مأساة مروعة يعرفها أصدقاؤه وغير أصدقائه، ممن يتابعون في حسرة خراب الذمم وهيمنة الترهل والإهمال الذي يزهق الأرواح بالثمن البخس، أو بلا ثمن على الإطلاق.