تاريخ دمشق في عهد السلطان العثماني عبد الحميد

تعد الدراسات السياسية أساس الدراسات الاجتماعية والاقتصادية كونها توضح المنهج الإداري للدولة والنمط السياسي الذي تحيا وتقوم عليه هذه الدولة, وما التاريخ إلا تسجيل للأحداث البارزة المهمة في تاريخ البشرية فقد اهتمت كتب التاريخ منذ نشأة هذا العلم بتدوين ما يجري من حروب وصراعات وتعاقب ملوك وأمراء في كل دولة وحضارة. وعلى الرغم من توجه الدراسات التاريخية الحديثة نحو الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية فإنه لا غنى لهذه الدراسات من أن تنظر إلى هذه الجوانب انا عسكري. ونظرا لأهمية مدينة دمشق الاستراتيجية والاقتصادية والثقافية, فقد حظيت عبر تاريخها الطويل بقدر كبير من الدراسة والبحث. وليست هذه الدراسة إلا محاولة بسيطة لتسليط الضوء على بعض النقاط التي لم تبحث على نحو واسع من قبل تاريخها الحديث. فقد دخل العثمانيون دمشق إثر انتصارهم في معركة مرج دابق سنة (922هـ / 1516م) على المماليك وبذلك أصبحت دمشق المركز الرئيسي لولاية الشام بشكل خاص وبرها بشكل عام. وقد حظيت هذه الولاية بأهمية خاصة من الدولة العثمانية ومن سلاطينها عبر تاريخ سيطرتهم الطويلة على الشام والوطن العربي وذلك لقربها من مركز الأستانة ولأنها كانت أهم محطة على طريق قافلة الحج..........