ج

لاشك في أنّ النصّ الناجح هو الذي ينشدُ الجدة» ويرنو الانفلات من عقال ما هو سائد وفاش ويتبنى صاحبه شكلًا جديدًا في عملية الكتابة يخالف "ما هو متعارف عليه. وكل هذه الخواص تجلت في رواية "ج" التي كانت بحق روايةً مكتظّةً بالوعود الجمالية التي تتمظهر في الحيل السردية التي نزع الكاتب إليها؛ إذ لم يكن السارد واحدا بل تناوب على السرد ساردان قبل أن يتفاجأ القارئ في الأخير بدخول ساردٍ ثالث مولدًا شعورًا متردّدَا بين الذهول والاستغراب» وهذا ما يخلقٌ فضْولًا جامحًا لدى المتلقي» يُحَفْزهِ على مواصلة الانتقال المتتابع من فصل إلى آخر وهذه إحدى الملامح التي تشي بتمكنّ الروائي من مقاليد السرد. فضلا. عن أنّ اللغة التي احتلّتٍ الرواية كانت في غاية الاقتصاد والتكثيف تتغيا الإظهار لا الإخبار مانحةً القارئ مساحةً واسعةً ليملاً البياض ويؤوّل كما يبتغي. لقد ولدت رواية "ج" لتنبئ بأنّ الإبداع الحقيقي يكونُ بالمزج بين البساطة والعمق, والجمع بين الطرفة والجدية, وتحقيق التآلف بين المعقول والمتخيّل.