السلطان الملك الظاهر جقمق

كعادة العصر المملوكى كله، يموت السلطان القوى ويترك في وراثة عرشه ابناً أو صبيا أو طفلاً، ويجعل أمور ابنه وتدبير دولته بيد أتابك دولته - أي كبير أمرائها - ، وسرعان ما يقوم هذا الأتابك بإزاحة هذا السلطان الصغير ويجلس مكانه على العرش، وهكذا حدث عندما مات السلطان الملك الأشرف برسباي يوم السبت ۱۳ ذي الحجة ٨٤١هـ / ٧ يونية ١٤٣٨م وورثه في العرش ابنه الشاب السلطان الملك العزيز يزسف، فما كان من أتابكه الأمير الكبير جقمق إلا أن أمهله مدة صغيرة قدرها ٩٤ يوماً إلا وقام بالانقلاب عليه وتولى السلطنة وجلس على سرير الملك مدة ١٤ سنة و ۱۰ شهور ويومين امتدت من يوم الأربعاء ۱۹ ربيع الأول ٨٤٢هـ / ١٠ سبتمبر ١٤٣٨م إلى أن خلع نفسه من السلطنة بيده لمرضه مرضاً شديداً لولده فخر الدين عثمان الذى تولى السلطنة وتلقب بالمنصور في نهار الخميس ۲۱ محرم ٨٥٧هـ / أول فيراير ١٤٥٣م ، وتوفى بعد خلعه بإثنى عشر يوماً في ليلة الثلاثاء ٣ صفر ٨٥٧هـ / ١٣ فبراير ١٤٥٣م.