فاتح حربية

إن الآثار العظيمة تجبل في بحر النفوس الكبيرة وتولد من هناك. وانطلاقا من ذلك فإننا نجد أنه من غير الضروري التحدث عن شخصية بيامى صفا التي أنتجت أثرًا بديعا مثل الرواية التي نحن بصددها (فاتح - حربية). تتناول رواية (فاتح حربية ملامح الانسلاخ عن الحضارة الإسلامية التي كانت سائدة في تركيا في العصر العثماني وركوب موجة التغريب الصاعدة آنئذ، وآثار ذلك على كل من العائلة والمجتمع.. وتزيح الرواية الستار عن سرعة انتشار حركة التغريب في بعض الأحياء واستقرارها فيها وتمكنها منها : مقابل تمسك بعض الأحياء بتقاليد الماضى وحفاظها عليها ، وهكذا تكشف أن إسطنبول كانت تلتحف بمشهد من المتناقضات، وتبين أن حركة التغريب قد اخترقت بمرور الوقت أحياء إسطنبول المتشبثة بالحضارة القديمة بكل ما أوتيت من قوة ومزقتها شر ممزق؛ وفى أثناء ذلك تتحدث عن صراع الحضارات الذي وصل إلى داخل البيت الواحد ففرق بين المرء وولده، تاركا الأب فى عالم ومستدرجا بنيه إلى الغرب يسحبهم إليه سحبا. إن رواية (فاتح - حربية ) فى قناعتنا هي رواية أطروحية تحليلية. تعالج آثار حركة التغريب التى انقدحت شرارتها متستطيرة من عهد الإصلاح الإداري ( التنظيمات)، وشبت نيرانها في المجتمع التركي في عهد النضال الوطني والسنوات التي أعقبته.