التفكير الفقهي عند الإمام محمد عبده

فقد كان موضوع هذا الكتاب يمثل جزءاً يسيرا من دراسة واسعة لحركة التفكير الفقهي في مجال زمني واسع استغرق قرنا وبعض القرن، نلت به - بفضل الله تعالى وتوفيقه - درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في قسم الشريعة بكلية دار العلوم - جامعة القاهرة . وكان الأستاذ محمد عبده مسك الختام لستة عشر من جلة علماء ذلك القرن وفقهائه، وهو القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي وقد تعرضت لدراسة فقههم، وتأملت كثيرا من مؤلفاتهم للتعرف على تفكيرهم الفقهي من حيث وجوه كثيرة كموقفهم من التقليد والتجديد ، وطرقهم في استنباط الأحكام لما يتجدد في واقعهم من قضايا ومشكلات، وكيف يتعاملون مع النصوص الشرعية، والأصول الاجتهادية ..... إلى آخره من هذه الاعتبارات الهامة. وقد رأيت أن أخرج هذا العمل الضخم الفخم في سلسلة من الكتب الصغيرة تحت عنوان: « التفكير الفقهي عند واحد أو أكثر من هؤلاء الأعلام : رجاء أن يكون سهما لي في المكتبة الإسلامية يستجلب الدعاء الطيب الخالص من قرائه الأعزاء ، ولعل هذا البحث الذي لم أسبق إليه يكون - بفضل الله تعالى وتوفيقه - عاملا على دفع حركة الفقه وتعزيز أهله في بحث ما..