السلطان الظاهر بيبرس البندقداري

خلد التاريخ ذكر السلطان الملك الظاهر بيبرس البندقداري بتأليف ملحمة شعبية عنه ألفها أحد الأدباء المجهولين في زمن مجهول تناول فيها بطولاته، وظلت واحدة من أهم سير الأدب الشعبي التي حظيت باهتمام الطبقات الشعبية في مصر والشام يتسامرون بسماعها من القصاصين والمداحين والمغنين طوال العصر العثماني وعصر أسرة محمد علي في المقاهي وأيام الأفراح حتى ظهور الراديو ثم التليفزيون فانحسر سماعها كغيرها من السير، بل كادت تنسى بالرغم من طباعتها في مجلدات ضخمة. وقد وضع المؤرخون السلطان الظاهر بيبرس في الاعتبار باعتباره واحدا من أهم المدافعين عن الإسلام والمسلمين، وقد كرس حياته كلها للجهاد في سبيله. وبيبرس هو واحد من فرقة المماليك البحرية الذين أنشأهم الملك الصالح نجم الدين أيوب، حيث جلبهم بالشراء صغارًا من أواسط آسيا ومعظمهم ترك وجركس، ورباهم تربية عسكرية واعتنى بهم اعتناءًا شديدًا ، فكانوا حصنًا له ومنعة ضد أعدائه وأعداء مملكته من الصليبيين وقتئذ ومنافسيه من ملوك البيت الأيوبي، وقد نبغ من البحرية البعض وعلى رأسهم الفارس أقطاي وساعده الأيمن بيبرس.