أسرار التعبير في القرآن الكريم - الفاتحة والبقرة ( الجزء الأول )

إن رحلتي مع اللغة العربية الشريفة كانت طويلة وشاقة، ومثمرة. أما أنها كانت طويلة فلأنني فتحت عيني في بيت كانت الثقافة والقراءة هما مناط اهتمام صاحبه الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إكمال دراسته، ولكن ظروفا خاصة منعته من ذلك؛ حيث سعة العيش ورغده. ولذلك فقد وجد نفسه يهتم بالقراءة؛ تعويضا عما فاته من تحصيل العلم. وكانت مظاهر هذا الاهتمام تتمثل في الكثير من التصرفات فمن ذلك أنه كان الرجل الوحيد في قرية شنشور منوفية، الذي يشترك في صحيفة الأهرام، بحيث كانت هذه الصحيفة تأتي إليه يوميًا عن طريق البريد ؛ وذلك لأنه لم يكن هناك باعة للصحف في ذلك الوقت. ولما استحدثت هذه المهنة، وبدأ بائع الصحف يتردد على القرى، كان الوالد الكريم، يرحمه الله من أوائل الذين بدأوا يتعاملون مع هذا الرجل، وبدأت أرى بجوار الأهرام - في بيتنا، مجلة المصور، ومجلة الاثنين والدنيا، ومجلة الهلال ثم كتاب الهلال، وروايات الهلال.