ابن المقفع سيرة إبداع بين حضارتين ( العربية و الفارسية )

قدم المؤلف في هذا الكتاب أحد أفضل الأبحاث المتعلقة بحياة وفكر الأديب ابن المقفع، حيث يعد عبد الله بن المقفع من أهم رجال الارتباط الثقافي بين الإيرانيين والعرب في العصر العباسي، أتقن العربية والفارسية، وخدم في دواوين الأمويين، ثم أسلم في العصر العباسي، وتعاون مع الحكام العباسيين وقتله المنصور بتهمة سياسية. عاش ابن المقفع في عصر أريد فيه للناس أن يتخلوا عن إرادتهم وعقلهم تحت شعار الاستسلام للقضاء والقدر، وأن ينظروا إلى الحاكم بأنه مفروض الطاعة، يحكم كيف يشاء، في مثل هذا المجتمع نهض ابن المقفع بثورة فكرية كان لها دورها الهام في نهوض الحركة العقلية الإسلامية من كبوتها حيث سخر طاقاته الخلاقة وثقافته المزدوجة وعبقريته الأدبية لتحقيق أهدافه. جاء الكتاب في أربعة فصول، حيث تعلق الفصل الأول بحياة وصفات ابن المقفع وبكل ما يعرفنا بشخصيته المتميزة. جاء الفصل الثاني بعنوان آثاره وأبعادها الفكرية حيث عالج الآثار المنسوبة إليه والمفقودة مثل البنكش والسكيكن، وأنا لوطيقا وإيسا غوجي): ثم آثاره المفقودة وهي خداي نامه، والآيين والتاج و مزدك ورسالة تنسر، والدرة اليتيمة...) ثم آثاره الموجودة مثل كليلة ودمنة، والأدب الصغير، والأدب الكبير، ورسالة الصحابة ...) جاء الفصل الثالث بعنوان براءته من الزندقة وأخيراً قدم الفصل الرابع الأسباب التي جعلت ابن المقفع يحظى باحترام أعدائه ومناصريه في نثره: ثم بين مكانته لدى القدماء والمحدثين وأثر كتبه فيهم وكيف غدت مكانته عالمية.