قصة الأندلس

وقد كانت لي خُطَّة في تبسيط وتلخيص هذا الكتاب البديع اعتمدت على أساسها اختيار هذا العنوان الجديد: "قِصَّة الأندلس - مختصر نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرَّطيب" دون إشارة إلى الوزير لسان الدِّين الخطيب من قريب أو بعيد، إذ لم أستهدف بمختصري ما استهدفه المقَّري التِّلمساني بكتابه، إنَّ هدفي منذ البداية هو تاريخ الأندلس وقِصَّة هذا القطر الإسلامي المفقود، لا تاريخ الوزير الخطيب أو قِصَّته، فالمُختَصر لم يُعنَ بتدوين معلومات تَخصُّ شَخصيَّة أندلسيَّة وحيدة، فاستبعدت الأجزاء الخاصَّة بالوزير الخطيب، وهي طويلة غزيرة، بمجملها تُمثِّل ثلث أصل الكتاب على الأقل، ما كان نتيجته الطَّبيعيَّة أن خَفَّ الكتاب ولطف، فصار أيسر حَملًا وأمتع قراءة، بيد أنَّ الحذف لم يقف عند حَدِّ استبعاد الأجزاء المُختصَّة بلسان الدِّين الخطيب، بل حذفت ما لم ينتبه المقَّري التِّلمساني إلى تكرار نقله من الكتب التي أخذ عنها، وحذفت ما رأيته يُخلُّ بوحدة موضوع الكتاب -تاريخ الأندلس- مثل المسائل اللُّغويَّة، منها على سبيل المثال الفرق بين المُسهِب والمُسهَب، وكذلك المناظرة الشَّهيرة بين سيبويه والكسائي، المُتَّفق على تسميتها بين اللُّغويِّين بـ"المسألة الزُّنبوريَّة".