الدراسات السكانية

إن هذه الدراسة تناولت موضوع السكان ونظرياته من منظار تحليلي فلسفي، وموضوع الفلسفة والمناهج في الدراسات السكانية هو موضوع جديد، ومهمة صعبة تطلبت الكثير من الوقت والجهد لتكوين استنتاجات صحيحة لمعرفة بعض الطرق والمنهجيات المتبعة في الدراسات السكانية، ومحاولة إظهار مدى مقاربتها للواقع؛ فهناك بعض النظريات المعتمدة كأساس للعديد من الأبحاث تتطلب المزيد من الاختبار والمراجعة، فلا يمكن الاكتفاء ببعض النظريات القديمة والاعتماد عليها بشكل مستمر لأن المجتمعات والظواهر وحاجات الإنسان دائمة التغيير. إن الهدف الأول لهذا العلم ــ علم السكان ــ هو مساعدة الناس على فهم طبيعة ومسببات الأحداث، كي يتمكنوا من تطوير سلوك يعمل على حماية الطبيعة والمجتمع، والأسرة، ولتحقيق هذا التغيير الاجتماعي والسياسي يلزم رؤية واضحة ومعمقة، وهذه الرؤية لن تتبلور إلا من خلال النظريات والأفكار الواعية البعيدة عن التصلب الأعمى الذي يورط البلدان والمجتمعات في آلام وكوارث وحروب مدمرة تقضي على الإنسان والبيئة. فإذا أردنا لمجتمعاتنا أن تنهض فلا بد من القيام بعملية نقد موضوعية تُمكننا من خلق وعي مجرد، والعملية ليست تنظير فقط بل هي عمل وحكمة وتطوير على صعيد البيئة والاقتصاد والسياسة؛ هذا الموضوع يتصل مباشرة بالكائنات الإنسانية وله تأثير مباشر على حياتنا، وعلى البيئة التي تحيط بنا، فمن الضروري المحافظة على كل ما يؤمن سلامة الناس، وسلامة البيئة.