دلالات المكان السردي

يناقش الكتاب أهمية المكان أو الفضاء الروائي في بناء العمل السردي، وكيف تطورت وضعية المكان داخل الرواية طبقًا لتطور التيارات الأدبية، وأخيرا المنهج المقترح المقاربة المكان الروائي نقديا. ويطرح الكاتب تصورًا نظريا يُحلل من خلاله خمس عشرة رواية تُمثّل مجموعة من الانتقالات الثقافية الواضحة بدءًا من فضاء القرية، مرورًا بفضاء المدينة، وفضاء المكان الافتراضي، وفضاء المكان المعولم. وفضاء المكان الديستوبي، وفضاء المكان العجائبي، وفضاء المكان الصغير، وانتهاء بفضاء المكان ما بعد الكولونيالي. والرواية هي أكثر الأجناس الأدبية ارتباطا بالمكان بمفهومه الشامل، والذي يتجاوز البعد الجغرافي ليشمل الأبعاد الاجتماعية والسياسية والثقافية، رغم إهمال "المكان" كثيرا قياسا بما حظي به الزمن الروائي والحبكة الروائية وطبيعة الأحداث من قراءات نقدية، الأمر الذي يستدعي ضرورة معالجته وتوضيح التمايزات الدقيقة بين فضاءاته المختلفة، بوصفه عاملاً فاعلاً من عوامل تطور وعي الإنسان، فلا شك أن تأثير "القرية" بأعرافها وتقاليدها وعاداتها وقيمها على وعي الإنسان يختلف عن تأثير "المدينة" أو تأثير البيئة الصحراوية، وهو ما نلاحظه أيضًا في اختلاف تأثير المدينة العربية عن المدينة الغربية.