طوفان غزة

ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في قطاع غزة ليس مجرد أحداث اعتيادية أو مشاهد يومية تمر دون انتباه, ولا هي مجرد أنشطة عسكرية طبيعية لا تثير الشك أو الريبة. ما يحدث ليس ضمن إطار القوانين الدولية أو أعراف الحروب، ولا يمكن اعتباره عمليات قانونية مشروعة يتم تنفيذها دون مساءلة أو اعتراض من المجتمع الدولي. ما يجري في غزة ليس مجرد عمليات عسكرية روتينية، بل جرائم دولية موصوفة لم يشهد العالم لها مثيلًا من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة، أو حجم القنابل وقوتها التدميرية، أو استمرار القصف واتساع نطاقه. الأهداف المستهدفة تشمل المنازل السكنية، والمقار الدولية، والمستشفيات، وهيئات الدفاع المدني التي تُنتهك دون أي اعتبار، إضافةً إلى استهداف الصحفيين والإعلاميين والمدنيين بشكل مباشر، بما في ذلك الأطفال والنساء. كل ذلك يجري في رقعة جغرافية ضيقة، محاصرة ومحرومة من الغذاء والدواء والماء، مما يجعل الحياة فيها شبه مستحيلة، والبقاء أمرًا يفوق قدرة البشر على التحمل.