الفنولوجيا وعلاقتها بالنظم في القرآن الكريم

ليس من الغريب على أي حال أن تقوم علاقة بين الأصوات والنظم مع ما بينهما من اختلاف النظرة؛ ذلك لأن دراسة الأصوات تتناول مدركات حسية قوامها السماع والتحليل والوصف، وأن دراسة النظم تتناول موضوعها بالتجريد والفهم دون السماع والوصف، ثم إنَّ الأصوات تنتمي إلى علم الفنولوجيا والنظم ينتمي إلى النحو كما قال عبد القاهر. أضف إلى ذلك أن علم الأصوات يُدرك موضوعه بالحواس، والنظم تجريد وانطباع، ومع ذلك تقدم الدارس برسالته التي تتحول الآن إلى كتاب لينشئ علاقة بين الأصوات المسموعة والمجردات المفهومة، وأبلى في عمله هذا بلاء حسنا، إن شاء الله. وضع الكاتب رسالته في بابين، يقع كل منهما في أربعة فصول، فاشتمل الباب الأول على فصل أول يتناول الأصوات بالوصف والفنولوجيا بالتصنيف، ويدور البحث في الفصل الثاني على النظر في مفهومي الفونيم الوحدة الصوتية المجردة) والألوفونات ( وهي الوحدات الداخلة في تقسيم الفونيم)، ويدور الفصل الثالث حول المقطع والموقع، والرابع حول النبر والتنعيم. أما الباب الثاني من الرسالة فقد خصص لدراسة الأصوات والنظم في القرآن الكريم.