الحاكم والمحكوم في العالم العربي

يقدم المؤلف لنا قانونا اجتماعيًا لعلماء النفس والاجتماع السياسي صاغه كالآتي: إذا زاد عدد الأفراد الذين يمارسون تصرفًا يعد خزيًا، وتساهل القانون في محاسبة مرتكبيه، وعجز الناس عن إيقافه أو وجدوا له تبريرا، تحوّل إلى ظاهرة ولم يعد خزيا كما كان. و من هذه العبارة التقديمية يمكن أن نؤكد أن هذا الكتاب لا يمكن إيفاءه حقه بنبذة موجزة، فهو سفر فكري ممتع، حيث يتناول المؤلف فيه بشكل تحليلي وعلمي مقنع أهم الموضوعات التي تشغل العقل العربي، ما بين شخصيات سياسية كصدام وسليماني، وما بين فكرة الموت والانتحار، والبغاء والجريمة، والالحاد والإيمان، واللاوعي الجمعي العربي وما يحمله من أمراض وانحرافات، والتحرش والكبت والفساد والسلطة، واللغة العربية والحضارة، وغيرها من الموضوعات التي تعمق الباحث فيها في أبحاث ميدانية علمية بشكل بعيد عن الطرح الصدامي، ثم قدم خلاصتها في هذا الكتاب الهام والشيق. كناشر ذي تاريخ موروث في المهنة أدرك أن المؤلف الدكتور قاسم حسين صالح يهدف في مؤلفاته لبناء النخبة العربية المرتقبة، التي تدمج العلم الغزير بالعمل الدؤوب، وتدمج الالتزام الوطني بالمشترك الإنساني. هذا الكتاب هو بداية لسلسة من الكتب التي سننشرها للمؤلف والتي ستأخذ مكانها المستحق في طليعة الكتب المقروءة في العالم العربي.