1984

في عالم تهيمن عليه أدوات المراقبة، ومن ورائها عيون ترصد كل همسة وكل حركة وحتى المشاعر لن تسلم من هذه المراقبة، وحيث يُعاد تشكيل الحقيقة وفق إرادة السلطة، يعيش ونستون سميت بطل هذه الرواية في ظلال الخوف والتوجس في رواية ١٩٨٤، يأخذنا جورج أورويل إلى مستقبل كابوسي لا يخلو من كل مظاهر الديستوبيا، حيث يكون الفكر جريمة والحب تمرد، وتعاد كتابة التاريخ كل يوم حسب ما تراه السلطة مناسبا للمرحلة الراهنة بينما تتحول الحياة، تحت قبضة الحزب الحاكم و "الأخ الأكبر" (صاحب السلطة المطلقة، إلى حالة من الطاعة المطلقة. وتمحى الذكريات ويطمس الواقع، ولا يبقى سوى شعارات جوفاء لا تحصل إلا الكذب هدفها توجيه وإعادة تشكيل العقول الحرب هو السلام ... الحرية هي العبودية ... الجهل هو القوة. بين طيات هذه الصفحات، يجد القارئ نفسه في صراع بين التمرد والخضوع، بين الحقيقة والبهتان المفروض، بين إنسانية الفرد بكل إيجابياتها وسلبياتها وفي وسط طغيان النظام الاستبدادي فهل يمكن للعقل أن يحتفظ بنقائه في عالم يعيد تشكيله كل يوم؟ هل هناك خلاص لمن أدرك هذه الحقيقة وأراد التمرد عليها؟ هذا ما سيكتشفه القارئ خلال هذا الكتاب