إدارة التغيير في المنظمات

يهدف هذا الكتاب إلى تقديم منهجية عملية مقترحة لتنفيذ إدارة التغيير الناجح في المنظمات من خلال دراسة وتحليل النظريات والمناهج السابقة في إدارة التغيير والتعرف على المهارات اللازمة وتطويرها باستخدام تقنيات وأساليب مختلفة. إن التغيير يوفر فرصًا وتحديات لذلك من الضروري أولا وقبل كل شيء فهم التغيير ومن ثم تقليل المخاطر التي تصاحب ذلك التغيير والاستفادة من الفرص التي يمكن أن يجلبها التغيير. بالإضافة الى ذلك من المهم جداً التركيز على الافراد من خلال تطوير مجموعة من المهارات وبناء شبكة من الأفراد المناسبين ذوي المهارات المناسبة. وبغض النظر عن البيئة أو المنظمة فإن الاشخاص الذين يخططون ويتعاملون مع التغيير بدلاً من الشكوى والتذمر ينتهي بهم الأمر إلى المضي قدما بشكل أسرع وأكثر نجاحا على المدى البعيد من اللذين يصابون باليأس ويحاولون تثبيط معنويات زملائهم. انظر إلى قائمة أفضل 500 شركة في العالم بناءاً على الإيرادات والتي تصدرها مجلة Fortune الامريكية على مدى عشر سنوات، يمكنك أن تلاحظ أن ما يقارب من نصف هذه الشركات المدرجة قد اختفت، وهذا يعني أن هنالك شركات جديدة قد حلت محلها. لماذا؟ كل هذا يتعلق بالقدرة على إدارة التغيير بنجاح. إن رؤية الفرص وفهم التهديدات إلى جانب معرفة نقاط القوة والضعف هي نقاط البداية للتغيير. إن امتلاك القدرة على الاستجابة بشكل استباقي بدلاً من رد الفعل يمنحنا القدرة على إدارة التغيير بشكل فعال ، وبالتالي فإن الشركات التي خرجت من القائمة إما انها لم تتغير ابداً أوأنها تغيرت ببطء شديد لمواكبة المنافسين ، لقد وجدت الشركات الجديدة طرقًا للتغيير بفعالية أكثر، سواء كان ذلك من خلال الصناعة، أو من خلال التغيرات في العمليات والإجراءات والهيكلة في المنظمة أو من خلال الابتكارات في مجال التكنولوجيا. ومع استمرار وازدياد الحاجة إلى التغيير فمن الطبيعي ان تزداد أهمية المهارات اللازمة لمعرفة كيف يتم التغيير بشكل أفضل وأسرع ، سواءاً كان التغيير قائماً على استخدام القدرة التكنولوجية الجديدة مثل استخدام الانترنت، وتطوير التعليم كاستخدام منصات التعليم الالكتروني عن بعد والتقدم في الرعاية الصحية مثل استخدام السجلات الإلكترونية الطبية وأخيرا التغيرات في المنظمات مثل (عمليات الاندماج والاستحواذ، وتقليص الحجم) إن المنظمات التي تستطيع أن تتأقلم مع التغيير سوف تحقق أكبر قدر من النجاح.