الشعر والشعراء في كتب الأدب والنقد في القرن الثالث الهجري

يعد التّأريخ للأدب عامّة والشعر خاصّة من أهمّ الموضوعات التي تنبغي مراجعتها والنّظر فيها باستمرار ، إذ هو المنهج الذي تنضوي تحته مجمل الموضوعات المتعلّقة بالأدب ، وتتفرّع عنه أغلب تصوّرات الدّراسات القديمة والحديثة ، ويجد القارئ لتاريخ الأدب العربيّ – ومن ضمنه الشّعر- أن التصوّر المستقى عن التّأريخ له ظلّ مرتبطًا بجهود المستشرقين وما انبثق عنها من أطروحات لدى طلائع الدارسين العرب من مؤرّخي الأدب العربيّ ، فكان هذا الارتباط استمرارًا لتصوّر تاريخ الأدب العربيّ من خلال المفهوم الحديث مثيرًا للانتباه ومن ثمّ التساؤل : إلى أي مدى وُجدت هذه الفكرة ؛ فكرة الأدب والتّأريخ للأدب عامّة والشّعر العربي خاصّة لدى القدماء أنفسهم ، وإن كانت لديهم جهود في هذا المجال فإلى أي مدى تتّفق تلك الجهود مع منطلقات الدّرس التاريخيّ الحديث أو تختلف عنه ،من هنا كان التّساؤل باحثًا عن النماذج التّي تنطبق عليها سمة المشروع الذي تتحقّق من خلاله مقاربة مفهوم التّأريخ للشعر عند القدامى بغية التعرّف على طرائق تعاملهم معه وكيفيّة سردهم له ، وأسس نظرتهم إلى هذا النّوع من المعرفة .