الرسالة الماسة فيما لم يضبط من الحماسة

أوضح أبو هلال العسكري سبب تأليفه هذه الرسالة، الرسالة الماسة فيما لم يضبط من الحماسة، فقد صرح في بدايتها ما دفعه إلى وضعها بقوله: "مرّ بي في نسخة الحماسة بخط بعض أجلاء الشيوخ، وذكر أنه قرأها على أبي بكر الخياط وأبي الحسين المهرياني، مواضعَ لم تضبط حقّ الضبط، ولم تَجْرِ على سَنَن العدل ، فرأيت الإبانة عن مواقع الزلل منها، لئلا أنسب إلى الخطأ إذا رويتُ خلافها". يتضح من قوله أنه ألف هذه الرسالة لسببين: الأول: وجود نسخة من الحماسة تضمنت مواضع لم تضبط حقّ الضَّبط، فقام بتوضيح مواقع الزلل منها. الثاني: أنه في كتابه الآخر «شرح الحماسة» سيذكر الأشعار كما أوضحها في الرسالة الماسة، ومن يقرأ تصويباته هنا، قد يتهمه بالخطأ، لأن ما سيورده سيكون خلاف تلك النسخة من الحماسة غير المصحّحة. وكأنه وضع هذه الرسالة استباقاً لما قد يتداوله من يقرأ شرحه للحماسة، ويتهمه بالخطأ.