أدبية الخطاب النقدي في الأندلس حتى نهاية القرن الثامن الهجري

تمثل البيئة الأدبية والنقدية في الأندلس إحدى مراحل النتاج الإبداعي والنقدي في تاريخ الأدب العربي؛ وذلك بما زخرت به تلك البيئة من مصادر أدبية، ودواوين شعرية، ومؤلفات في معارف عدة. ويعد الخطاب النقدي أحد المظاهر الأدبية والنقدية في تلك البيئة، متسقًا مع مراحل تطورها، ومشكلاً ملمحًا بارزًا في نتاج النقاد الأندلسيين، بما تضمنه من آراء نقدية، وبما اتصف به من صياغة أدبية؛ ما أدى إلى اتصافه بالأدبيَّة في مستوياته المختلفة، التي اتضحت عناية النقاد باقتفاء أساليبها في خطابهم النقدي. ونظرًا لبروز الأدبية في هذا الخطاب عقدت العزم على دراستها بدءًا من القرن الثالث الهجري، وحتى القرن الثامن الهجري؛ وذلك بجمعها من المدونات الأندلسية المتنوعة، التي عُني فيها مؤلفوها بإيراد الآراء النقدية المتسمة بالأدبية في سياقاتها. وقد تنوعت تلك المدونات ما بين مدونات يغلب عليها النقد كـــ"الوافي في نظم القوافي" للرندني، و"إحكام صنعة الكلام" للكلاعي، و"المرقصات والمطربات" لابن سعيد الأندلسي، ومدونات تضمنت مختارات وتراجم كــ"الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" لابن بسام الشنتريني، و"قلائد العقيان" للفتح بن خاقان، و"مطمح الأنفس" للفتح ابن خاقان، و"المغرب في حلى المغرب" لابن سعيد، و"الحلة السيراء" لابن الأبار، و"تحفة القادم" لابن الأبار، و"البديع في وصف الربيع" لأبي وليد الحميري، و"الذيل والتكملة لكتاب الصلة" لابن الأبار القضاعي، وغيرها.