أحوال العرب قبل الإسلام من خلال مؤلفات هشام بن محمد الكلبي

تحظى الدراسات التاريخية لعصر ما قبلَ الإسلام بخصوصيتِها المميزة لدى الباحثين؛ وذلك رغبةً منهم في الوقوفِ على مواطنِ العربِ عصر ذاك، وعلى أصالةِ العطاء الحضاري الذي قدموه للبشرية وصلادة القاعدة التي استندوا عليها، إذ كما هو معلومٌ أي شيء من دون أساس قوي لا يمكنُ أنْ يستقيمَ لذا تُعدُّ دراسةُ الجذورِ أو الأسس الأولى هي العونُ لفهمِ المستجداتِ عِبْرَ الحُقَبِ التاريخية المتتابعةِ، وفي هذهِ الدراسةِ محاولة لتتبع ذلك الواقع العربي بمختلفِ أحوالهِ الاجتماعية والدينية والاقتصادية في ضوء ما قدمه هشام بن محمد الكلبي (المتوفي سنة: 204هـ/819م) من كم كبير من الروايات التاريخية والذي تميزُ بكونهِ في طليعةِ الإخباريين البارزين نظراً لاتّساع جهودهِ العلميةِ التي قضى فيها نصيباً وافراً من حياتهِ وأنتجَ خلالها مؤلفاتٍ جَمَّةٍ تعددت أغراضها واتجاهاتها التأريخية مُشَكِّلاً بذلك تراكماً ثقافياً تجسد بإخراج ما يقارب مئة وخمسون كتاباً متنوّعاً في موضوعه ومحتواه معظمها تحدثُ عن عصور ما قبلَ الإسلام، ولعلَّ هذا ما جَعلنا أمام رغبةٍ وطموحٍ كبِيرَينِ في دراسةِ جهودِ هذهِ الشخصية التاريخية ذات الملكةِ العلمية الحافلة بجلائل المعرفة التأريخية، كما كان من دوافع اختيار هذهِ الرسالة هو استكمال جهود الباحثين السابقين الذين خاضوا غمار تاريخ العرب قبل الإسلام ممّن سبق وأهميتها في هذا النوع من الدراسة