قبسات من التراث الشعبي ( الجزء الثاني )

لقد قيل إن التاريخ مرآة الشعوب. وأظن أن الأصح أن يقال: التراث مرآة الشعوب لأن التراث أوسع وأشمل, تظهر فيه أفكار الشعوب وتاريخها ونشاطاتها الفنية والصناعية والزراعية والاقتصادية وحتى العاطفية التي يتجلى فيها الإبداع بالصور والشعر والنثر والغناء والموسيقى. فالتراث يعكس مختلف أوجه النشاط الفكري والعاطفي والمادي لأي شعب من الشعوب لأن الكلمة والقصيدة والمعركة والصورة والتمثال والمؤتمر والبيان كلها أنشطة إنسانية تعكس الفكر والحضارة بأوسع معانيها لأي مجتمع على سطح هذا الكوكب والمجتمع الذي ليس له تراث ليس له تاريخ ولا مستقبل. لأن التراث يمد الشعب بالقوة والإرادة والعزم العناصر الضرورية لصنع الحضارة والتاريخ وارتقاء مدارج المجد والسؤدد بين شعوب الأرض والتجمعات الإنسانية ... عندما بدأت الاهتمام بتراث هذا الجبل بدأت بقراءة ورواية القصائد الشعبية ووصف المعارك والمؤتمرات والاجتماعات والبيانات والمقررات, فتجمع في أوراقي تاریخ عظيم حافل بالشجاعة والبطولة والمآثر العربية، اقتطفت منه هذه الباقة من الحكايات والمعارك والقصائد لتكون باكورة تجاربي في الكتابة والنشر، عسى أن يجد فيها القراء ما يرضي أذواقهم في بعض ما تركه لنا جيل السلف من أقوال ومآثر وما خاضوه من معارك التحرير والاستقلال.