حكاية آن (الجزء الثاني)

ولكن ضيوف أن الجائعين لم يبدوا وكأنهم ينقصهم شيء، فتناولوا الطعام البسيط بمتعة واضحة. ولكن بعد اللحظات القليلة الأولى لم تعد أن تفكر في ما كان أو لم يكن على قائمة طعامها. ربما كان مظهر السيدة مورجان مخيباً للآمال إلى حد ما، كما اضطر حتى أتباعها المخلصون إلى الاعتراف لبعضهم البعض ولكنها أثبتت أنها محاورة ممتعة. لقد سافرت على نطاق واسع وكانت راوية قصص ممتازة. لقد رأت الكثير من الرجال والنساء، وبلورت تجاربها في جمل صغيرة وذكية وعبارات قصيرة جعلت مستمعيها يشعرون وكأنهم يستمعون إلى أحد الأشخاص في كتب ذكية. ولكن تحت كل تألقها كان هناك تيار خفي قوي من التعاطف الأنثوي الحقيقي ولطف القلب الذي اكتسب المودة بسهولة كما اكتسبت براعتها الإعجاب. ولم تحتكر المحادثة أيضًا. كانت قادرة على جذب الآخرين بمهارة واكتمال كما كانت قادرة على التحدث بنفسها ووجدت آن و ديانا نفسيهما تتحدثان معها بحرية. لم تتحدث السيدة بيندكستر كثيرا؛ بل كانت تبتسم فقط بعينيها وشفتيها الجميلتين، وتأكل الدجاج وكعكة الفاكهة والمربى برشاقة رائعة لدرجة أنها أعطت انطباعًا بأنها تتناول طعامًا شهيا وعسليا. ولكن بعد ذلك، كما قالت أن لديانا لاحقا، فإن أي شخص جميل مثل السيدة بيندكستر لم يكن بحاجة إلى التحدث؛ كان يكفيها مجرد النظر.