همسات البيوت والشوارع

"في مدينة بورتسودان, حيث تلتقي الرياح القادمة من البحر الأحمر مع أحلام سكانها, هناك قصص تنسجها الشوارع الضيقة والأسواق المزدحمة والبيوت التي تنبض بالحياة. في هذا الكتاب, يعود أمير تاج السر إلى تلك الحقبة الزمنية التي عاش فيها طفولته وشبابه المبكر, مستعرضًا ذاكرة المدينة كما يراها طفلٌ يتراءى له عالمٌ كبير عبر تفاصيله الصغيرة. بورتسودان القديمة, بكل ما فيها من نكهات وألوان وأصوات, تصبح من خلال عينيه لوحة حية تنبض بالحياة والحنين. من خلال همسات البيوت والشوارع, نغوص في ذلك النسيج الاجتماعي المتنوع, حيث تتداخل شخصيات مختلفة تمثل الطيف البشري الذي سكن المدينة, من التجار والعمال إلى الحرفيين والمثقفين، المحليين منهم والوافدين. وكلهم يعبرون عن روح مجتمع كان وما زال يعكس تعددية وتنوعًا فريدًا. في هذه السيرة، لا يقتصر الأمر على سرد الوقائع فقط، بل هو رحلة شعرية تلتقط أبعادًا إنسانية عميقة، وتستعرض تحولات المدينة الصغيرة التي كانت تحمل في شوارعها أسرارًا لا يكتشفها إلا من عاش فيها وعرف تفاصيلها الدقيقة. أمير تاج السر يقدم لنا هذه السيرة بعين الطفل، مليئة بالدهشة والتساؤلات، ليجعلنا نتلمس طيف تلك المدينة، وكأننا نعيد اكتشافها من جديد." هذه السيرة ليست مجرد استرجاع للذكريات، بل هي احتفاء بروح المكان، حيث يتشابك البشر مثل نسيج المدينة نفسه، كل خيط فيه يحمل لونًا مختلفًا، لكنه جزء لا يتجزأ من الحكاية الكبرى لبورتسودان، المدينة التي لا تزال تنبض بحياة أهلها.