التقييم والتشخيص في التربية الخاصة

إن عملية التقييم والتشخيص في التربية الخاصة هي جسر ممتد من العملية التربوية الأساسية التي يقوم بها معلم الصف العادي، مروراً بالأخصائيين والمختصيين ومعلمي التربية الخاصة، ووصولاً في النهاية إلى طريق يمهد للحل الأمثل لما يعانيه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة من مشكلات، أو وضع اللبنات التي تساعدهم على استغلال أقصى طاقاتهم، التي لا تتضح حدودها إلا في ضوء نتائج عملية التقييم والتشخيص لهذه الفئة . وعليه، فإن أهمية عملية التقييم والتشخيص بالنسبة لمعلم التربية الخاصة تأتي في المرتبة الأولى لاهتمامات هذا المعلم، وذلك في ضوء ما يتطلبه التعامل الأمثل ووضع الخطط التربوية ذات المستوى الجيد للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة . كما أن وضع الخطة التربوية الفردية لذوي الاحتياجات الخاصة يتطلب الكثير من المعلومات الدقيقة حول جوانب القوة والضعف لدى الطالب وطبيعة احتياجاته التربوية، وهذا بدوره لا يتأتى إلا من خلال عملية التقييم والتشخيص، ومن هنا تتضح أهمية التقييم والتشخيص في التربية الخاصة وفي آداء معلم التربية الخاصة لدوره على أكمل وجه . وفي ضوء ما تعانيه المكتبة العربية من قلة الكتابات النظرية في مجالات التربية الخاصة وفي مقدمتها التقييم والتشخيص، عملنا جاهدين إخراج هذا الكتاب لأجل سد تلك الثغرة المكتبية، داعين الله عز وجل أن يفيد بهذا الكتاب كل طالب وكل معلم وكل مختص وكل مهتم يسعى جاهداً إلى خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.