أصول التربية الإسلامية والقضايا المعاصرة

يعد هذا الكتاب الذى أضعه الآن بين يدى القارئ الكريم، محاولة متواضعة لرسم معالم كثير من الموضوعات التى تهم المسلمين جميعا، وهو موضوع منهج التربية الإسلامية والقضايا المعاصرة. فالإسلام دين يصلح لكل مكان وزمان، فهو دين الله المنزل من عنده وليس من صنع البشر المحدودين، فعليه فهو منزه عن كل نقص، فهو دين متكامل يشمل جميع مناحى الحياة البشرية وأسرارها الذى عجز البشر أن يصلوا إليها بعلمهم المحدود، والحقيقة أن التربية الإسلامية تعد من أهم الموضوعات التى تهم المسلمين فى كل مكان فى مشارق الأرض ومغاربها لأنها تفيد كل إنسان مسلم يبتغى مرضاة الله، فالإسلام دين يحرص على تزويد كل فرد أفضل أنواع التربية التي تقوم على عقيدة راسخة، وأخلاقيات عادلة سامية تهدف لإعداد الإنسان المسلم المتكامل الذى يستطيع تحمل الأمانة ويستحق الخلافة وتحقيق عبادة الله في الأرض. لذا تهتم التربية الإسلامية بإعداد هذا الإنسان بتنميته من جميع الجوانب كى تكون شخصيته شخصية متوازنة وسوية تعتمد أساساً على العقيدة والعبادة والشريعة، وعلى منهج الإسلام القويم الذى يربط بين العبد وخالقه سبحانه وتعالى، فهو دين وافٍ ويمثل الأصالة فى حياة الإنسان بل فى حياة البشرية جميعا فهو يخاطب عقلية الإنسان الذى وهبه الله إياها وميزه به عن غيره من سائر المخلوقات وجعلها وسيلته للتعلم والتعامل فى هذه الحياة. وأهمية هذا الموضوع هو الدافع وراء إعداد هذا الكتاب، وهذا لتوضيح كيف أن التربية الإسلامية أصيلة ومعاصرة، أصيلة لأن جذورها تمتد أربعة عشر قرنا من الزمان، بل وتمتد إلى آدم عليه السلام وهي معاصرة من حيث تقاسمها لكثير من الأهداف المشركة مع باقي النظريات التربوية، وفى مناداتها بنفس المبادئ التى تنادى بها التربية المعاصرة. والكتاب يتضمن بين صفحاته تسعة فصول حاولت من خلالها الإلمام بكل ما يتعلق بهذا الموضوع المهم، إذ تناول الفصل الأول مفهوم التربية الإسلامية، مصادرها، خصائصها وأهميتها، كما يتضمن الفصل الثاني الأسس العقدية والتعبدية للتربية وثمراتها بحياة المسلم ، وجاء الفصل الثالث مركزاً على الأسس الفكرية والاجتماعية والاقتصادية للتربية الإسلامية وصلتها اللصيقة بالعلاقات الاجتماعية.