خواطر من الوجدان

قدم الكاتب دواكد شعلان في هذا الكتاب مجموعة من الخواطر والتي اتخذت شكل القصة القصيرة أحيانا وشكل القصيدة النثرية في أحيان أخرى. جاء هذا الكتاب مختلفا عن ما عودنا عليه الكاتب من ابداعات روائية سابقة، فبعد قراءة روايتي الطهر في العهر) و (عشق في بلاد الجليد يتوقع القارئ أن يكون العمل القادم للكاتب في ثوب روائي ممتع، إلا أن الكاتب يبرهن لنا على را أنه قادر على الابداع في أكثر من جنس أدبي. تصل بنا هذه الخواطر أحيانا إلى هاوية الباس، وتزرع فينا الحزن من خلال واقع إنساني مرير، ولكنها في ذات الوقت تملأنا بالتحدي وتنبت بذور الفرح والأمل رغم ظلامية الواقع. تطرق الكاتب في خواطره إلى الواقع الصعب لظروف النزاعات الأهلية، والتي للأسف تجتاح الوطن العربي الكبير، وركز على أهمية عدم فقدان القيم الإنسانية مهما كانت الظروف. أرجع الكاتب الكثير من مشاكلنا إلى جذورها الحقيقية، فمن جهة هناك الاحتلال و قوى الهيمنة العالمية والتي همها تدمير مقومات الشعوب والدول في سبيل استنزاف خيراتها، ومن جهة أخرى هناك الرجعية والانتهازية في داخل مجتمعاتنا بما تسببه من دمار مادي و فكري في حياتنا قدم الكاتب كتابه على أنه قصص قصيرة بثوب شعري بسيط لكي تحقق المتعة و الفائدة للقارئ كما وأشار إلى أن ملهمة لكتابة هذه الخواطر هو شخص اصابه الجنون وذلك ربما لكي يذكرنا بأن العبقرية تعشق حريتها حتى و لو وصلت الحافة الجنون.