تجربتي مع مديري في الوظيفة مواقف ودروس

إنَّني سعيدٌ جدًّا بهذه التجربة وفخورٌ بها وبالدروس التي تعلمتها منها حيث تجاوز تأثير هذه نطاق حياتي الوظيفية ليمتد إلى حياتي الأسـرية والاجتماعـية. مـرةً أخـرى إنَّها تجـربة رائعـة في حياتي بغض النظرعن بعض سلبياتها. لقد عَمَدْتُ إلى تقديم تجربتي مع مُديريَّ في الوظيفة وما تعلَّمتُه من دروس من خلالها في هذا الكتاب في جزأين رئيسين: الجزء الأول جعلته بعنوان: "أنا ومديريّ... شَخصيَّاتٌ ومَوَاقفُ" حيث تمَّ تخصيص هذا الجزء لعرض تجربتي مع مُديريَّ في مسيرتي الوظيفية، وما تضمنته هذه التجربة من مواقف وأحداث شكَّلتِ الصورة الكلية لمعارفي ومهاراتي في الوظيفة والإدارة. الجزء الثاني جعلته بعنوان: "دروسٌ مستخلصةٌ من تجربتي مع مُديريَّ في الوظيفة" حيث بلغتْ هذه الدروس خمسة عشـر درسًا. هذه الدروس أحسب أنَّها ستكون مفيدةً للشباب الذين هم في مقتبل الحياة الوظيفية لأنَّها سوف تُمكِّنُهم من تجاوز الكثير من الأخطاء وسوف تُساعدهم على التكيف مع ذواتهم ومع مديريهم ومع الآخرين بما يضمن لهم بعض مقوِّمات النجاح في حاضرهم ومستقبلهم الوظيفي. لقد رأيت وأنا أرصد تجربتي مع مُديريَّ في هذا الكتاب أنَّني لابدَّ أنْ أسجِّل هنا شكري وتقديري لجميع مُديريَّ الذين تعاملتُ معهم خلال تجربتي في الوظيفة بغضِّ النظر عن اتفاقي أو اختلافي معهم في بعض المواقف. لقد كانوا للإنصاف نماذج يُقتدى بها في الإدارة والأخلاق حيث كانوا في قمة المسؤولية المهنية والالتزام الخلقي حيث تعلَّمتُ منهم الكثير جدًّا وهو ما يجعلني أفتخر بعلاقتي معهم في هذه التَّجربة الوظيفية. هذه التَّجربة الرَّائعة هي التي، بلاشك ،حفَّزتني إلى كتابة هذا الكتاب ليكونَ شاهدًا على مسيرتي في الوظيفة التي انطوتْ صفحاتها وبَقيتْ ذكرياتها ودروسها الرَّائعة. لقد حرصتُ على أنْ تكون تجربتي هذه -حتى لو كانت تَخُصُّني شخصيًّا- موضوعية في طرحها؛ حتى لا يطغى عليها الجانب العاطفي أو الانفعالي من جهتي، وإنْ كنتُ لا أضمن ذلك على الدَّوام. من أجل تجنب مأزق العواطف والانفعالات في سرد هذه التجربة فقد عمدتُ إلى الدَّفع بها إلى بعض الزملاء الَّذين رافقتهم في مسيرتي الوظيفية؛ ليقرؤوها ويساعدوني على تهذيبها وتشذيبها وقد أدَّوا هذه المهمة