الإرهاب الفكري أشكاله وممارساته

أضحى الإرهاب بكل صوره المهدد الأول لحياة الإنسان واستقراره الأمني والفكري معا، وبات معضلة حقيقية على مستوى العالم كله، ولا بد من التفكير الجاد في معالجته على أسس علمية وعقلية، تنظر إليه من شتى جوانبه المتعددة، وجذوره المتباينة، الضاربة في الأعماق. إن هذا الكتاب يتناول الظاهرة الإرهابية الآخذة في التفاقم من الزاوية الفكرية مستعرضة ومناقشة مفهوم الإرهاب الفكري وأشكاله الممارسة باعتباره يشكل مفصلا جوهريا في التأسيس والتأصيل لكل الأعمال الإرهابية التي ضربت أطراف الكرة الأرضية وقلبها، مسببة جروحا وقروحا لكل أفراد البشرية، مبينة أن الإرهاب بهذا الشكل لا دين له، ولا عرق، وإنما هو نتاج فكر منحرف يمكن أن يأتي من هذا الدين أو ذاك، لسبب طارئ في الدين ذاته، أو من فهم خاطئ لنصوصه، أو يأتي من فلسفة بعينها ترى في ذاتها خير فكر أخرج للبشرية كلها، وأن لا خيار للناس سوى الإيمان بها، مؤكدة أنها نهاية التاريخ، ولا تاريخ بعدها، ومعاييرها في التحسين والتقبيح هي المعايير الصالحة لكل أمة، ولكل حضارة، أو من نزعة عرقية استعلائية ترى في نفسها أن الله فضلها على العالمين، وأنها أفضل من خلق الله على وجه البسيطة، ومن حقها أن تعلو في الأرض بكل ما أوتيت من قوة. وسوف نستعرض في هذا الكتاب التالي: الفصل الأول: مفهوم الإرهاب الفكري الفصل الثاني: الإرهاب الفكري العلماني بين الأديان السماوية والفكر العلماني الفصل الثالث: أسباب الإرهاب الفكري