الثقافة الحقوقية للعامل وصاحب العمل

يشكل العمال إلى جانب أصحاب العمل شريحة واسعة ومهمة من شرائح المجتمع، وذلك نظرا للدور الملقى على عاتقها والمتعلق بدوران ونمو القطاعات التجارية والصناعية والزراعية في الدولة، لذلك كانت العلاقة بين العامل وصاحب العمل محل الاهتمام والتنظيم من قبل الدولة، فأنشأت وزارة خاصة بشؤون العمل تسمى وزارة العمل، وصدر لهذا الغرض نظام يسمى نظام العمل. وإذا كان الأصل في العلاقة بين العامل وصاحب العمل أن تكون علاقة هادئة مستقرة يسودها التعاون والاحترام وحسن التعامل مع الطرف الآخر وأداء كل منهما للواجبات والالتزامات المترتبة عليه، إلا أن هذه العلاقة قد يشوبها شيء من الارتباك والاختلال في بعض الأحيان، فلا يؤدي احدهما التزاماته وواجباته نحو الآخر، وهو ما قد يؤدي إلى ردة فعل مقابلة ومشابهة، فتتحول العلاقة بين الطرفين إلى علاقة شد وجذب، وإهمال وتقصير، أو تعدٍ وتعنت، الأمر الذي يفضي بدوره إلى نتائج سلبية عدة، تؤثر بصورة مباشرة على كلا الطرفين وعلى حسن انتظام العلاقة بينهما واستمرارها. ولعل تساؤلا مهماً قد يطرح في هذا المجال حول الأسباب التي يرجع إليها حالة الارتباك والاختلال التي قد تطرأ على العلاقة بين العامل وصاحب العمل، فما هو سبب اختلال العلاقة بين العامل وصاحب العمل؟ قد يرجع ذلك إلى أسباب مختلفة، يعد من أبرزها عدم معرفة احد الطرفين أو كلاهما للحقوق والالتزامات المترتبة بموجب عقد العمل، فلا يكون العامل أو صاحب العمل على اطلاع أو علم بالحقوق والالتزامات التي يوفرها ويحميها نظام العمل. قد عمد هذا الدليل إلى تناول مختلف التفاصيل والجزئيات المتعلقة بعلاقات العمل وما قد يواجه العامل وصاحب العمل من مسائل واقعية وعملية بأسلوب مباشر ومتسلسل ومبسط، بحيث يسهل الرجوع إليه وفهمه من قبل الكافة، ولاسيما العمال وأصحاب العمل وموظفي الدولة المختصين، فما على الراغب في الاطلاع ومعرفة أي مسألة سوى البحث في محتويات هذا الدليل عن الموضوع الذي تدور حوله تلك المسألة كالأجر أو الإجازة أو الفصل من الخدمة، وسيجد لدى الاطلاع على محتواها العديد من الأسئلة المتعلقة بها، إلى جانب الأجوبة عنها وبصورة موجزة وميسرة قدر الإمكان.